■ الملف الصحفى الذى نشرته «المصرى اليوم»، أمس، عن إمبراطورية أمناء الشرطة يستحق وقفة تكريم للمدرسة الصحفية التى أعدت لنا هذا الملف.. فالصحافة لم تعد كاميرا تنقل الأحداث أو ميكروفونا لنقل الحوارات.. إن الملف الصحفى الذى قدمته «المصرى اليوم»، أمس، هو عنوانٌ للعمل الصحفى المتميز الذى يتناول قضية منذ ولادتها إلى أن أصبحت تجارة وابتزازا ولىّ ذراع الدولة.. لقد نشرت «المصرى اليوم» كل شىء عن إمبراطورية أمناء الشرطة.. ما لهم وما عليهم.. ما حققوه بالضغط والتهديد وما ارتكبوه من جرائم نصب واغتصاب وقتل وعربدة.. الملف لم يسقط حق الشهداء الأشراف الذين نالوا شرف الاستشهاد من بينهم.
■ لذلك أقول: يا أمناء الشرطة كونوا مصريين.. فالمصرى هو الذى يدافع عن وطنه.. وعرضه وشرفه.. عن أمّه مصر، لا يغتالها يوم أن تقع فريسة لفتنة خبيثة.. فكيف يرضيكم يا من حملتم الأمانة فى اسمكم لكى تكونوا أمناء للشرطة أن تروا أمكم مصر عريانة.. وأن الذى يرفع عنها ملابسها هو أنتم، بتمردكم وعصيانكم وكأنكم قوة أقوى من القانون؟!.. بالله عليكم، هل يرضيكم أن تكونوا عنوانا للبلطجة وأنتم تعلنون العصيان على أمكم مصر؟!.. يا له من عار مع أن بينكم فلاحين المفروض أنهم مأصلين، وصعايدة جدعان يعرفون معنى العيبة ويعرفون ما هو وطن.. أن فيكم أولاد أصول لا يمكن أن يتعدوا الأصول، لا فى الكلام ولا فى الهتاف ولا فى عدم الاحترام.. لذلك أقول دققوا فى هذه السطور، واعرفوا أن الشارع المصرع غاضب عليكم، ويوم أن يحدث الحساب لن يكون لكم صديق.. بعد أن افتقدنا فيكم الشهامة والجدعنة.. ما الفرق بينكم وبين الإرهابيين الذين كانوا يتظاهرون عقب صلاة الجمعة فى الميادين والشوارع الرئيسية تحت اسم «الشرعية»، وشرفاء الأمن المركزى يتصدون لهم.. لا ينكر جاحد طابور الذين نالوا شرف الشهادة من بينكم، ولا يختلف أحد على أن تظاهركم هو ابتزاز لوطن يتعرض لحملة شرسة من أعدائنا فى الخارج.. فكيف يحدث تلاحم بين حفنة من أبنائه مع أعداء الوطن فى إسقاط الوطن؟.. بالله عليكم، هل يرضى أولادكم وأهاليكم هذا التمرد؟.. اسألوهم.. ستكون إجابتهم صدمة لكم.. الصغار من أولادكم يعرفون «ما هو الوطن» والكبار يعرفون «ما هو الطابور الخامس».. يعنى سيحذرون من اندساس الخبثاء بينكم.. وهذا هو الخطر.
■ نعم.. الشارع المصرى فى ذهول، لم يصدق أن يغلق أمناء الشرطة عددا من مراكز الشرطة ويمنعوا دخول قياداتهم إليها.. إنها مهزلة تحدث فى الأفلام فقط، ولا أعرف كيف سكتت وزارة الداخلية عن هذا الجرم الذى طال من هيبة الدولة.. لأن مراكز الشرطة ليست محال تجارية أو محال بقالة.. عار على أجهزة الأمن أن تمكن حفنة متيورة من ارتكاب هذه الجريمة وتسكت عنها.. ثم ماذا عن استخدام السلاح النارى فى الوقفات الاحتجاجية؟.. أنا شخصيا لا أصدق أن الذى سحب السلاح ينتمى لأمناء الشرطة الشرفاء، فالابن مهما تمرد على أبيه أو أمه لا يمكن أن يسحب عليهما السلاح.. وأنا مع البيان الذى صدر عن بعضكم واستنكروا فيه استخدم السلاح فى مواجهة جنود الأمن المركزى..
■ عيب علينا كمصريين أن نترك مصر ملطشة لكل من هب ودب، يخرج عليها باسم المطالب الفئوية، وأيادينا ممدودة للعرب.. لازم نكون موضوعيين، لا نستغل طيبة الحاكم مع أنه رجل عسكرى كان فى مقدوره أن يطلق قوات الـ ٧٧٧ ويلتقط جميع المتمردين ويقدمهم لمحاكم عسكرية.. ولأن الرجل يحترم الرأى الآخر، ترك القضية فى ملعبهم وهو يعرف أن التمرد ليس من طبيعتهم.. لكن كل شىء بالأصول وبالطريقة الشرعية ولابد من المساواة فى تطبيق القانون، يعنى عندنا شبان دخلوا السجن لأنهم تظاهروا وتمردوا بدون ترخيص.. وهنا يأتى السؤال الأهم: لماذا لا يطبق على أمناء الشرطة المتمردين نفس القانون الذى سجن العشرات من شبابنا بسبب مخالفتهم للقانون؟!
■ على أى حال، إذا كان رئيس البلاد كريماً مع أمناء الشرطة، متفهما لظروفهم المعيشية.. لكن هذا لا يمنع من أن تكون هيبة الدولة أولا.. لأن الريشة سقطت من فوق الرؤوس.