فكرت طويلا في كتابة مقال بعنوان «صندوقي الأسود»، أوفر فيه للأجهزة الأمنية وأصدقائها من إعلاميي خالتي فرنسا، أي مواد فضائحية و«مستمسكات»، لأتخلص من فكرة «المفاجأة البايخة» التي تختار هذه الأجهزة توقيتها وظروفها وموضوعها.
والحقيقة إن الفضيحة على حاجات هايفة من نوع قضية نفقة، وسرقة معزة، وخناقة في حارة، تجعل بالنسبة لي الفضيحة فضيحيتين.
بعد القبض على الفكيك الأمثل توفيق عكاشة، وضعت نفسي مكان خبير الفضائح في الأجهزة، وبدأت أستعرض الأحداث التي تصلح للسيطرة والضغط والتظبيط، فوجدت صندوقي كحياتي كلها، ليس فيه ما يستحق تعب المونتاج والترويج، لم أجد غلطات عليها القيمة تصلح لشد الودن، ولا جر الرجل.. حياة فارغة كحياة الفقراء، وأخطائي عبيطة تستحق الشفقة أكثر مما تستحق العقاب، باختصار مواطن خيبان، لم يضحك على أحد، لأنه مضحوك عليه طول الوقت، لم يسرق أحدا، لأنه مسروق طول الوقت
ربما كانت هناك بعض الأحلام الكبيرة التي تكفي لتلفيق اتهام بقلب نظام العالم، لكن الأجهزة لا تهتم بالأحلام، فكرت أيضا في علاقاتي النسائية، وقلت لنفسي تبقى مصيبة سودا، لو اكتشفوا غرامي بناتالي بورتمان، ثم تذكرت أنها اسرائيلية وليس لها أي علاقة بحماس، فاطمأن قلبي.
باختصار، كفيت على الاعتراف ماجور الستر، وقلت الصيت ولا الغني.. خليهم فاكرين ان تحت القبة شيخ.
وقلتُ لي: لاحاجة بي إلى الاعتراف٫ فلا سرّ لي. فضيحتي هي اللا سرّ. (درويش- في حضرة الغياب)
وها أنا أنتظر مفأجاة الخبراء، ورتوش «الدفاس» و«الرفاص» و«الأبراشي» و«عبيحيم»، لأضحك كثيرا مع شماتة الجمهور المغرم بكل شئ أسود، أو المجبور على ذلك بعد ان صارت حياته كلها بهذا اللون.