x

ياسر أيوب فيلم قديم وردىء ياسر أيوب الأربعاء 19-08-2015 21:47


لو كنت تجلس فى مدرجات الأهلى.. فالناس حولك تمارس فرحتها بهذا الهدف المفاجئ الذى جاء فى وقت قاتل وبعد طول انتظار ليثبت أن هجوم الأهلى لايزال قادرا وقويا وفاعلا.. ولو كنت تجلس فى مدرجات الزمالك.. فالناس حولك صاخبة تهتف بحياة الذى استعاد الهيبة والمكانة والذى أبدا لا يمكن أن يذل له جار أو تنطفئ له نار.. أما لو أردت المحافظة على عقلك وهدوئك ووقارك فليس عليك إلا أن تلزم بيتك ومكتبك وقهوتك وشارعك عارفا ومقتنعا بأنه لن يحدث أى شىء.. لا الأهلى سينسحب فعلا من نشاطات اتحاد كرة القدم.. ولا اتحاد الكرة إن بقى أعضاؤه فوق مقاعدهم سيتمسكون بأى قرار أو عقاب.. ولا الزمالك ستتم معاقبته لأنه تعاقد مع لاعب لاتزال تربطه علاقة القانون والاتفاق الرسمى مع ناد آخر.. ولا الإعلام سيكف عن التظاهر بأنه فوجئ بما يجرى، وأنه حائر ومرتبك ومصدوم ومنفعل نتيجة هذه الحالة الطارئة.. ولا أحمد الشيخ بالطبع سينال أى عقاب يستحقه،

وعلى الأرجح سيتم إيقافه مباراتى كأس مصر فى حال وصول الأهلى للنهائى.. والعقلاء الذين يعرفون كل ذلك هم وحدهم الذين أراحوا أنفسهم مبكرا ولم يشاركوا الآخرين كل هذا الصخب الأجوف والاندفاع الزائف.. العقلاء وحدهم هم الذين قرروا ألا يدخلوا السينما ويشتروا تذاكر جديدة لمشاهدة هذا الفيلم القديم.. بل إنه فيلم قديم جدا وتكرر عرضه إلى درجة الملل بعد أن بات الناس يحفظون كل مشاهده.. لكن صوت هؤلاء العقلاء للأسف الشديد سيبقى خافتا وغير مسموع أمام الصخب والضجيج الدائر والاستعراضات البليدة.. وليس باستطاعتى للأسف الشديد المشاركة فى كل ذلك الذى يتكرر منذ ثلاثين سنة على الأقل كدليل قوى وواضح على أننا لا نتغير ولا نحب أن نتغير..

ليست لدينا أى نية لاحترام أى نظام أو قانون ولوائح وعقود واتفاقات.. نحب أن نبقى نشكو المظالم وضياع الحقوق رغم أننا أصلاً لا نطيق العدالة.. لكننا فقدنا القدرة على الإحساس بالخجل.. والأخطر من ذلك أننا فقدنا الرغبة فى الخروج من شرنقة الأهلى أو الزمالك.. فلا نتعامل مع أى حدث أو أى إنسان إلا حسب اللون الذى ننتمى إليه.. ونفرح فى كل مرة بقطع رقبة البسطاء والتعساء فى اتحاد الكرة وكأننا نجهل أن المشكلة ليست فى الاتحاد، إنما هى فى الحقيقة مشكلة أهلى وزمالك.. هما اللذان يصنعان كل وأى اتحاد وهما نهايته أيضا.

فيلم قديم وردىء

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية