x

جيهان فوزي من خطف الفلسطينيين الأربعة ؟! جيهان فوزي الجمعة 21-08-2015 23:10


جميعنا يعرف مدى العلاقة المتوترة والمرتبكة بين مصر وحركة حماس في غزة منذ سقوط حكم الإخوان، وانحياز حركة حماس لحليفها الاستراتيجي جماعة الإخوان المسلمين ،حركة حماس ارتكبت أخطاء استراتيجية في علاقتها مع مصر وانحازت إلى الجماعة التي تنتمى إليها , وهى بذلك أضرت ضررا بالغا بالعلاقة والعمق الاسترتيجى الأمنى مع مصر , وهذا أثر سلبا بالتبعية على السكان الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصرين برا وبحرا اقتصاديا وسياسيا , وأضر بالعلاقة التاريخية بين الشعبين , فأخذوا سكان القطاع بجريرة ما تفعله حركة حماس من منطلقها العقائدى والسياسى , وباتوا بين مطرقة حماس وسندان مصر.

معبر رفح الحدودى هو المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة للتنقل إلى الخارج، والتحرك من خلاله إلى باقى الدول الأخرى، لكن هذا المنفذ كما هو شريان الحياة بالنسبة للفلسطينيين , هو بمثابة القنبلة الموقوتة لتفجير الحدود وانتهاكها الأمنى وتصدير الارهاب وتهريب السلاح والعناصر الارهابية إلى سيناء بالنسبة لمصر , فأصبحت المعادلة السياسية في غاية الصعوبة وباتت علاقة الجيرة مهددة بالقطيعة , وأصبحت كل عملية تتم في سيناء أو في قلب مصر مصدرها المعبر الملعون , وتعالت الأصوات الرافضة لفتحه مطالبة بإغلاقه نهائيا والتى تزايدت بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة.. فما العمل؟؟.

الجانب المصرى ملزم باتفاقيات ( اتفاقية المعابر عام 2005 ) لفتح المعبر الحدودى، ونظرا للحالة الأمنية الملتهبة في سيناء يقوم بتنفيذ التزاماته في أضيق نطاق، وحماس التي تسيطر على غزة ولا زالت تحكمها تطالب بفتحه دون شروط , رغم الانتهاكات والاختراقات الأمنية التي تتعرض لها الحدود ؟! بلا شك معاناة الفلسطينيين وصلت ذروتها إلى حد الاختناق , وتحاول حركة حماس استغلال الموقف عبر حلفائها قطر وتركيا ليقوموا بدور الوساطة الدولية للضغط على مصر كى تفتحه بشكل دائم , وهو الأمر المرفوض شكلا وموضوعا من قبل السلطات الأمنية في مصر , وباتت رغبة شعبية أيضا.

في هذا الاطار يدخل المواطن الفلسطينى رهينة الصراع السياسى، فلا يجد المفر أو الملاذ لانجاز احتياجاته الانسانية البحتة في السفر والتنقل وقضاء المصالح، والتى كفلها له القانون وحقوق الانسان وقبل كل ذلك حقه في الحياة .

حادثة اختطاف أربع شباب فلسطينيين كان يقلهم اتوبيس الترحيلات القادم من معبر رفح قاصدا مطار القاهرة للسفر إلى محطتهم القادمة، سابقة هي الأولى من نوعها ومثيرة للاستغراب، فبعد حوالى 2 كم من انطلاق الحافلة التي تقل الفلسطينيين إلى مطار القاهرة , تعرضت للهجوم واطلاق النار من ملثمين قاموا باختطاف أربعة من الشباب الفلسطينيين عشوائيا , وفروا هاربين ,, فمن هؤلاء ؟! وما الهدف من هذا الاختطاف ؟!

الروايات اختلفت والاشاعات انتشرت واستشرت، والذعر سكن المسافرين الذين لا زالوا عالقين في صالة المعبر ومن وصلتهم الأخبار في عموم قطاع غزة، حماس تهاجم وتشكك والسلطات المصرية لا تعليق ؟! هل الخاطفين من أنصار بيت المقدس كما قيل؟ وما مصلحتها في اختطافهم ؟! وإذا كان المختططفين من عناصر حركة حماس كما قيل , فما المكسب الذي تنتظره أنصار بيت المقدس من الاختطاف ؟! أما الرواية التي تسردها حماس بأنها عملية مدبرة من الأمن المصرى , فالسؤال أيضا لماذا ؟! هل لاغلاق المعبر نهائيا! ليس هناك ما يمنع السلطات المصرية لاغلاقه , والسبب لدواع أمنية وهو سبب وجيه يحق من خلاله لأى دولة ترى خطرا على حدودها باتخاذ ما تراه مناسبا لحماية تلك الحدود!! هل هم من كتائب عز الدين القسام كما ذكرت بعض المواقع ولم تعلق حماس؟ وإذا كانوا من كتائب القسام فبمقدور الأمن المصرى إعادتهم إلى القطاع وليس اختطافهم كما تلمح حماس , هل لتنظيم داعش يدا في الموضوع؟ وما أهدافه ومبرراته ؟! هل هو نشر الفوضى وإثارة البلبلة ؟! أم قتلهم كما يفعلوا دوما برهائنهم!! للن ماهى المكاسب التي سيجنونها من وراء ذلك وما هي الرسالة التي يريدون إيصالها ولمن؟ لمصر أم لحماس ؟!

من المستفيد ولماذا ؟! الخيوط متشابكة ومصير أربعة فلسطينيين مرهونة بالمجهول، ولا زال الصمت يكتنف غرف المسئولين، لا تعليق سوى الانتظار ..!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية