x

محمد أمين سيبك من «الوفد»! محمد أمين الجمعة 21-08-2015 21:01


كتب لى الأستاذ محمود عوض قائلاً «أستاذ محمد.. سيبك من (الوفد).. ركّز على مصر لو سمحت».. الكلمة وجعتنى.. توقفت عن القراءة، لم أصل إلى حيثيات الحكم.. شعرت بالإهانة.. كلمة مثل طلقة رصاص.. فهل وجعت الفرق المتناحرة؟.. هل فار الدم فى عروقهم؟.. هل شعروا بالإهانة مثلى؟.. هل يشعرون بما يُحسّه سعد زغلول والنحاس وسراج الدين؟.. هل أصبحنا مُضغة على كل لسان؟!

حاولت أن أفهم وجهة نظر الأستاذ محمود.. قال «وفد إيه بس يا أستاذ، الذى يحكم مصر؟..آسف، بس انظر حولك بواقعية وتجرد.. كيف تبيع لنا وهم أن يصلوا لحكم مصر؟».. حذفت بعض العبارات المُسيئة.. لم أتحملها.. تتحدث عن قيادات الوفد.. قال: بعضهم لا يصلح لرئاسة مجلس محلى.. قررت عرض الرسالة كى يفيق البعض، وكى يشعروا بحجم الخسارة التى تكبدها «الوفد» من سمعته وتاريخه!

دعونى أختلف مع صاحب الرسالة.. هناك عدة حقائق منها.. أولاً: الوفد ليس شيئاً هيناً فى الحياة السياسية.. ثانياً: إهمال الوفد بدعوى «سيبك منه» تعنى أننا لا نستوعب الأمور بشكل صحيح.. ثالثاً: التركيز على مصر كما يريد الأستاذ محمود يبدأ من الوفد.. ولولا هذا الفهم العميق لما تحرك الرئيس شخصياً.. وكنت أتمنى أن تخرج الأطراف من قصر الرئاسة وهى تتعانق وتعلن للرأى العام إنهاء الأزمة!

هناك ثلاث فرق الآن فى ساحة الصراع.. فرقة مع رئيس الوفد الدكتور البدوى، وترى أنه الرئيس الشرعى.. فرقة مع الأستاذ فؤاد بدراوى، وترى أنه حامل لواء الإصلاح.. فرقة ثالثة تسمى التيار الثالث.. وهى حزينة على ما يجرى من ملاسنات، وتؤيد أى مبادرة للصلح فوراً.. هذه الفئة تشعر بالخجل مما يحدث، خاصة أن التصريحات المتبادلة لا تتوقف عند السياسى فقط، ولكنها تمتد إلى الشخصى أيضاً!

للأسف هناك أناس تعيش على الأزمة.. تعيش على الوقيعة بين الأطراف.. تنقل كلاماً من هنا، وكلاماً من هناك.. تريد أن تتفرج.. أعرف بعض هؤلاء.. أحدهم كان يتكلم باستخفاف.. سألته: هل أنت مع حل الأزمة؟.. قال دون تردد: لأ.. تخيلوا.. نفوس مريضة فعلاً.. حين أحس أننى امتعضت منه قال: أنا باهزر.. وضحك ضحكة صفراء.. للأسف علاقات كثيرة تفسد بسبب هؤلاء، سواء كانت عائلية أو سياسية!

مع ذلك فإن المستشار بهاء أبوشقة يقدم نموذجاً رائعاً.. وهو قيمة قانونية وإنسانية عالية.. يقف على مسافات متساوية منهم.. حين تواصلت معه شعرت أن الأزمة فى طريقها للحل.. وعدنى بإنهاء الملف خلال أيام.. صدقونى لقد أحسست كم هو صادق؟.. لا يتحدث فى التفاصيل.. ولكنه يتجاوز عن هنات هنا وهناك.. ويتكلم عن الجميع بمودة لافتة.. وهذه الروح كفيلة بتهيئة المناخ العام للصلح بالفعل!

باختصار.. مهم أن نعرف أن الوفد ملك للمصريين، وليس للوفديين فقط.. وهنا أعود لأقول للأستاذ محمود عوض: من الخطر أن نترك الوفد لينهار.. ومن الخطر أن يختفى حزب شعبى مدنى عريق مثل الوفد.. البديل هو أن تملأ الفراغ أحزاب دينية.. قد يدور الفلك دورته، وتحكم مصر من جديد.. فهل نستوعب حجم الخطر؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية