بصراحــة «4»
■ عبر التاريخ كانت مصر واحة خضراء فى وسط محيط صحراوى، وكانت شديدة الإغراء لمن حولها من البدو الرُّحل، لذا كان «اهبطوا مصراً» هو التوجيه العملى من قبل ومن بعد سيدنا يوسف!!
■ مصر كما ذكرت بالأمس «فلتة جغرافية» لا تتكرر فى أى ركن من أركان العالم، فهى بالجغرافيا تكاد تقع فى أفريقيا، ولكنها تمت إلى آسيا بالتاريخ، وهى فرعونية بالجد، ولكنها عربية بالأب، وهى بنهر النيل قوة بر، ولكنها بسواحلها الممتدة قوة بحر، وموقعها يجعلها على خط التقسيم التاريخى بين الشرق والغرب، تقع فى الأول، وتواجه الثانى عبر البحر المتوسط !!
■ مصر عبر التاريخ صارت مجمعاً لعوالم شتى، فهى قلب العالم العربى، وواسطة العالم الإسلامى، وحجر الزاوية فى العالم الأفريقى!!
■ وضع مصر وموقعها جعلاها فريدة عبر العصور، ولقد عبر «ليبنتز» الفيلسوف الألمانى عن مشروعه الذى وضعه وهو فى الخامسة والعشرين من عمره لاحتلال لويس الرابع عشر لمصر، لهدم الإمبراطورية العثمانية وتفتيتها، فكتب يقول (لا يوجد بين أجزاء الأرض جميعها بلد يمكن التسلط منه على العالم كله، وعلى بحار الدنيا بأسرها غير مصر)!! لذلك عاشت مصر على مر التاريخ فى خطر من ذئاب البر وذئاب البحر، وأصبحت مصر قبلة الغزاة!!
■ لقد سيطر كثيرون عبر التاريخ على مصر لتميزها وإمكانياتها الفريدة، ومنهم من حارب فيها أو منها أو عنها ابتداء من البطالسة والرومان قديماً، مروراً بالصليبيين والمغول فى العصور الوسطى، إلى الأتراك والإنجليز منذ محمد على باشا.. ثم جاءت الولايات المتحدة الأمريكية لتسيطر على مقدرات مصر، وتنفذ رغبات ربيبتها إسرائيل فى إضعاف مصر بل وتفتيتها!!
■ تظل الحقيقة أن الشعب المصرى بقيادة السيسى أوقف مخططاً شيطانياً كان على وشك أن يُدمر مصر، التى تهاوت مكانتها بشدة منذ ما يزيد على قرن فى شتى مناحى الحياة!!.. وللحديث بقية.
