كان أمس (الجمعة) العزاء فى وفاة الفنان الكبير نور الشريف فى مسجد عمر مكرم فى ميدان التحرير بوسط القاهرة. وكان قد أعلن عن وفاته فى مستشفى الصفا بحى المهندسين عصر يوم الثلاثاء، بعد معاناة من عدة أمراض- أخطرها سرطان الرئة- استمرت أكثر من عامين، وكان بجواره زوجته الفنانة بوسى، وابنتاهما سارة ومى.
ما إن أُعلن خبر الوفاة حتى تلقيت اتصالات عديدة للتعزية وإبلاغ المواساة لأسرته من نقاد وسينمائيين من دول مختلفة. وكانت أول مكالمة من السينمائى المغربى نورالدين صايل، الذى قال إنه كان يود الاشتراك فى الجنازة فى اليوم التالى (الأربعاء)، ولكن من المستحيل أن يصل فى الموعد قبل الظهر.
وقال نورالدين إنه التقى الفنان الراحل آخر مرة فى منزل يسرا فى نوفمبر الماضى عندما كانت ترأس لجنة تحكيم مهرجان القاهرة، وكان نورالدين من الفائزين بجائزة نجيب محفوظ فى المهرجان (الهرم الذهبى الشرفى)، وأقامت يسرا حفل عشاء تكريماً له ولأعضاء لجنة التحكيم، ومنهم الناقد اللبنانى الكبير إبراهيم العريس، وحضر نور الشريف الحفل دقائق معدودة لاشتداد المرض عليه، وكأنه أراد أن يودِّع بعضاً من محبيه.
كان نور الشريف (28 إبريل 1946-11 أغسطس 2015) يقول فى أحاديثه حتى قبل المرض إنه يتمنى أن يموت واقفاً، وكان له ما أراد، حيث اشترك رغم قسوة المرض فى تمثيل فيلم «بتوقيت القاهرة» إخراج أمير رمسيس عام 2014، وسافر لحضور العرض الأول للفيلم فى مهرجان دبى فى ديسمبر، وبدأ عرض الفيلم الذى أصبح آخر أفلامه فى مصر فى يناير 2015.
لم يكن من الغريب أن تتردد أصداء وفاة نور الشريف خارج مصر، فقد كان نجماً لامعاً فى مصر والعالم العربى، ومعروفاً جيداً لكل نقاد ومؤرخى السينما فى العالم. فهو من ناحية فنان غزير الإنتاج اشترك فى تمثيل أكثر من 200 عمل للمسرح والسينما والراديو والتليفزيون فى أكثر من 40 سنة، وأغلبها من الأفلام التى يزيد عددها على 170 فيلماً. وكان فى ذلك من الذين يعتقدون أن الكم الكبير يؤدى إلى كيف كبير أيضاً. وبالفعل، فمن بين أفلامه ما لا يقل عن 30 فيلماً من الأفلام المهمة فى تاريخ السينما المصرية، وما لا يقل عن عشر مسرحيات وعشرة مسلسلات للراديو والتليفزيون.
ومن ناحية أخرى عُرض العديد من أفلامه فى مهرجانات السينما فى مصر والعالم العربى وأوروبا وآسيا، خاصة فيلميه من إخراج يوسف شاهين «حدوتة مصرية»، الذى عُرض فى مسابقة مهرجان فينسيا عام 1982، حيث قام بدور شاهين فى الجزء الثانى من «رباعية الإسكندرية» عن سيرته الذاتية، و«المصير» الذى عُرض فى مسابقة مهرجان كان عام 1997، وقام فيه بدور ابن رشد، وكذلك «سواق الأتوبيس» إخراج عاطف الطيب عام 1983، الذى فاز عن دوره فيه بجائزة أحسن ممثل فى مهرجان نيودلهى ذلك العام. وكان من بين أعضاء لجنة التحكيم المخرج الهندى ساتيا جيت راى والمخرج البريطانى ليندساى أندرسون، وهما من كبار المبدعين فى تاريخ السينما. وكانت هذه الجائزة، ولاتزال، أول جائزة يفوز بها ممثل مصرى خارج مصر والعالم العربى فى مهرجان دولى.
ولد هايل
لا أنسى ذلك اليوم القائظ من أيام صيف عام 1963. كنت فى السنة الثالثة من دراستى فى معهد المسرح بالزمالك، الذى تخرجت فيه عام 1965. خرجت مع الناقد والكاتب المسرحى الكبير فوزى فهمى، وكان فى ذلك الوقت معيداً مع الدكتور محمد مندور فى قسم الأدب المسرحى الذى أدرس فيه، والشائع أن اسمه قسم النقد، وقررنا أن نذهب سيراً على الأقدام إلى مكتبة مدبولى فى وسط القاهرة للاطلاع على الكتب الجديدة.
وعلى كوبرى قصر النيل قال لى فوزى فهمى إن هناك «ولد هايل» نجح فى الالتحاق بقسم التمثيل فى المعهد هذا العام، وسيكون له شأن كبير، واسمه محمد جابر، ما جعلنى لا أنسى هذا اليوم أننى كنت لأول مرة أسمع فوزى فهمى يقول كلمة «هايل» أو «هائل» بالعربية، فهو شديد التحفظ، فى التعبير عن الإعجاب، وربما يقول هذه الكلمة مرة كل سنة أو سنتين.
وعندما عُرض فيلم «قصر الشوق» إخراج حسن الإمام عام 1967، وكان أول فيلم يمثله نور الشريف، حدثنى فوزى فهمى تليفونياً، وقال لى: هل تذكر محمد جابر الذى حدثتك عنه عندما التحق بالمعهد؟ قلت: نعم؛ لأنك تحدثت عنه بحماس كبير. قال: لقد تخرج هذا العام، وكان الأول على دفعته والوحيد الذى حصل على درجة الامتياز، وهو ذاته نور الشريف!
لقاء فى فينسيا
أتيح لى الاقتراب من نور الشريف لأول مرة عام 1982 فى مهرجان فينسيا الذى كنت أحضره على نحو متقطع منذ عام 1970، ففى عام 1982 كان فيلم «حدوتة مصرية» إخراج يوسف شاهين فى المسابقة كما سبق أن ذكرنا، وحضر شاهين ونور الشريف ويسرا، وكنت على صلة وثيقة مع مخرجنا الكبير، ولكنى أول مرة ألتقى يسرا ونور الشريف.
هناك ذكريات جميلة مع النجمين الكبيرين فى هذه الدورة من مهرجان فينسيا، ومنها أننى تجولت فى جزيرة سان ماركو مع «نور» ساعات طويلة. وأثناء هذه الجولة ذهبنا إلى متحف به عدد من لوحات بعض كبار رسامى عصر النهضة الإيطالية، ووقف نور الشريف مبهوراً أمام إحدى اللوحات، وتساءل: صانع هذه اللوحات فنان، ويقال عنى فنان، فهل نحن زميلان؟ هل هذا معقول أم نوع من الجنون؟!
أعجبت برد فعله، وقلت: كلاكما فنان، كُلٌّ فى مجاله. وعلى أحد المقاهى جلسنا نستريح، ورويت له ما قاله عنه فوزى فهمى على كوبرى قصر النيل. وسألته: من الذى أطلق على محمد جابر اسم «نور الشريف»؟ نظر إلىَّ مندهشاً وقال: لم يسألنى أحد هذا السؤال أبداً، ولابد أن أروى لك الحكاية من البداية. وقد سجلت ما قاله لى فى أوراقى عندما عدت إلى الفندق حتى لا أنسى.
قال نور الشريف: «وُلدت فى حى السيدة بالقاهرة، وكانت أسرتى وأصلها من المنيا متواضعة الحال. كان عمرى أقل من سنة عندما توفى والدى وهو فى السادسة والعشرين من عمره، ولى أخت واحدة تكبرنى هى (عواطف) التى تعيش فى الإسكندرية. تزوجت أمى لأنها كانت صغيرة، وكان زواجها مشكلة بيننا سنوات طويلة حتى أدركت أنها كانت على حق، وأصبحت علاقتنا جيدة، وتألمت بعمق عند وفاتها. قام عمى إسماعيل بتربيتى مع أولاده، وكان نور اسم (الدلع) كما يقال فى مصر. وعندما دخلت المدرسة الابتدائية اكتشفت أن اسمى محمد جابر محمد عبدالله وليس نور إسماعيل، وعرفت أن إسماعيل عمى.
وقد بدأت التمثيل فى المسرح المدرسى فى مدرسة بانبا قادن الإعدادية ومدرسة الإبراهيمية الثانوية. وقمت بتمثيل أدوار قصيرة جداً على المسرح أثناء دراستى فى المعهد، وكان أول دور فى مسرحية (الشوارع الخلفية) إعداد نعيمة وصفى عن رواية عبدالرحمن الشرقاوى وإخراج سعد أردش عام 1963 وأنا فى سنة أولى. وفى عام 1965 مثلت دوراً أكبر قليلاً فى مسرحية (وابور الطحين) تأليف نعمان عاشور وإخراج نجيب سرور، ودعوت أختى عواطف لمشاهدة المسرحية. وبعد العرض كانت سعيدة للغاية، وهى التى اقترحت أن أمثل باسم (نور الشريف)، وذلك تيمناً بعمر الشريف الذى كان اسمه يدوّى بقوة آنذاك. وهكذا فإن اسمى الحقيقى محمد جابر كان بين اسمين غير حقيقيين، هما نور إسماعيل ونور الشريف».
الموهبة والدراسة
وكان سؤالى الثانى فى ذلك اللقاء عن الدراسة الأكاديمية للتمثيل، وهل هى ضرورية أم أن الأهم الموهبة والصقل عبر الممارسة. لقد اكتشف فوزى فهمى الموهبة منذ امتحان القبول فى المعهد، وتحققت نبوءته فى أنك ستكون ممثلاً كبيراً، ولكن هناك مواهب كبيرة، وممثلون كبار لم يدرسوا التمثيل، بل منهم من لا يعرف سوى القراءة والكتابة.
قال نور الشريف: «بالطبع الموهبة هى الأساس، والممارسة أهم شىء لصقل الموهبة، ولكن الدراسة ضرورية سواء كانت أكاديمية أو شخصية. لا يوجد دور ناجح فى رأيى لم يدرسه الممثل جيداً أياً كانت خلفيته التعليمية والثقافية، ولكن الموهوب الذى تتاح له الدراسة الأكاديمية يكون التمثيل كل شىء فى حياته منذ الصغر. لقد درست مناهج التمثيل فى المعهد، ولكن حسن الإمام لخص كل المناهج بخبرته العظيمة عندما قال لى فى أول لقاء بيننا وأنا أقوم بتمثيل دور «كمال عبدالجواد» فى «قصر الشوق»، وكان أول أفلامى عام 1967: «التمثيل فى السينما يعنى أن ينطق وجه الممثل بما سيقوله قبل أن يقوله، أو ينطق بالمعنى من دون كلمات». وكان عادل إمام قد شاهدنى فى حفل التخرج بالمعهد وأنا أمثل دور هاملت. وبالصدفة التقى مع حسن الإمام فى التليفزيون، وعندما قال إنه يبحث عن وجه جديد لتمثيل دور كمال عبدالجواد رشحنى عادل إمام، وكانت البداية.
وقبل الوقوف أمام كاميرات السينما، مثلت أمام كاميرات التليفزيون، وكانت المرة الأولى فى سهرة «الامتحان» إخراج محمد فاضل أثناء الدراسة، وبعد تخرجى فى مسلسل «القاهرة والناس» إخراج محمد فاضل. وفى هذا المسلسل التقيت مع بوسى التى كانت تمثل معى، وبدأت قصة الحب بيننا، وتزوجنا عام 1972.
وفى ذلك اللقاء أخبرنى نور الشريف بأنه يذاكر أدواره وكأنه يمثل لأول مرة. ويكتب «كراسة» عن كل دور يدوِّن فيها أفكاره حول تمثيل الدور، كما أنه يدوِّن يومياته يوماً بيوم، وأنه لا يؤمن بأن الممثل مثل «قطعة ديكور» كما يرى البعض، وإنما عليه أن يكون عضواً فعالاً فى العمل الذى يشترك فيه، ولكن من دون التدخل فى أعمال الآخرين بالطبع، خاصة مخرج العمل. وقال إن التمثيل لا يتم فى عزلة عن الديكور والإضاءة والأزياء والماكياج والموسيقى وغيرها من الفنون.
وعن دوره فى «حدوتة مصرية»، الذى رشحه بعض نقاد إيطاليا فى صحف كبرى للفوز بجائزة أحسن ممثل، ومازلت أحتفظ بهذه الصحف، قال نور الشريف: «كنت أعمل لأول مرة مع يوسف شاهين، وكان ذلك أصعب امتحان تمثيل فى حياتى، فالمعروف أن شاهين ممثل وليس مخرجاً فقط، وأنه يمثل المشهد أمام الممثلين قبل التصوير، وأن شخصيته طاغية، وتجعل الكثير من الممثلين يحاكون طريقته فى الحديث حتى فى (التهتهة) المعروفة عنه، فما بالك إذا كنت أمثل شخصيته فى الفيلم الذى يروى سيرته الذاتية. أما إلى أى مدى نجحت فى ذلك الامتحان، فهذا متروك للنقاد والجمهور».
الإنتاج والإخراج
ولاشك أن منهج نور الشريف فى أن يكون الممثل مشاركاً فى العمل ككل، كان وراء تجاربه فى الإخراج فى المسرح والسينما، ووراء تأسيس شركة للإنتاج السينمائى مع بوسى عام 1975 باسم (N.P)، وهما الحرفان الأولان من اسميهما. وقد قامت الشركة بإنتاج أكثر من عشرة أفلام أولها «دائرة الانتقام» إخراج سمير سيف عام 1976، وآخرها «العاشقان» عام 2001، وهو الفيلم الوحيد الذى قام بإخراجه.
كما أنتج نور الشريف وأخرج للمسرح عدة مسرحيات. وكانت أول مسرحية «الكاتب فى شهر العسل» تأليف على سالم عام 1982، ومن أهمها «محاكمة الكاهن» إعداد محسن مصيلحى وعبدالرحيم كمال عن قصة بهاء طاهر عام 1994، و«الأميرة والصعلوك» تأليف ألفريد فرج عام 2005.
أخلص الفنانين من يستثمرون أموالهم لتطوير الفن الذى يعملون به، والحفاظ على تراثه. ونحن فى مصر والعالم العربى لم نصل بعد إلى إدراك دور الفنان فى الحفاظ على تراث فنه، وانظر على سبيل المثال سكورسيزى ودوره التاريخى فى هذا الصدد، ولكن يقتصر استثمار الأموال فى مصر على الإنتاج. وتعتبر شركة (N.P) نموذجية كشركة فنانين فى أغلب إنتاجها، فقد أنتجت الأفلام الطويلة الأولى لعدد من الذين أصبحوا من كبار المخرجين، وخاضت تجارب فنية جديدة.
أنتجت الشركة الأفلام الأولى لكل من سمير سيف (دائرة الانتقام) عام 1976، ومحمد خان (ضربة شمس) عام 1980، وعاطف الطيب (الغيرة القاتلة) عام 1981، وداود عبدالسيد (الصعاليك) عام 1985، ومحمد النجار (زمن حاتم زهران) عام 1988. ومن التجارب الفنية الجديدة «قطة على نار» إخراج سمير سيف عام 1977 عن مسرحية تنسى وليامز، و«الزمار» إخراج عاطف الطيب عن أسطورة أورفيوس عام 1984، الذى لم يُعرض عرضاً عاماً حتى الآن، كما ساهمت الشركة فى إنتاج «سواق الأتوبيس» عام 1983، و«ناجى العلى» عام 1992، وكلاهما إخراج عاطف الطيب.
سواق الأتوبيس
بعد عودتى من مهرجان فينسيا عام 1982، اتصل بى نور الشريف تليفونياً، وقال: لقد كنت قاسياً جداً فى نقدك لفيلم عاطف الطيب «الغيرة القاتلة» الذى نشر فى مجلة المصور عام 1980. قلت له: هناك سببان لما يمكن اعتباره قسوة، الأول أننى عرفت عاطف الطيب فى مكتب شادى عبدالسلام، وأعجبت كثيراً بأفلامه القصيرة الأولى، وكنت أنتظر أن يكون فيلمه الطويل الأول أفضل بكثير. والسبب الثانى أن الفيلم عن مسرحية شكسبير «عطيل»، وأعتبره تدميراً للمسرحية. قال: لأول مرة أدعوك غداً لعرض خاص، وذلك لمشاهدة فيلم «سواق الأتوبيس»، وأعتقد أنك سوف تجد عاطف الطيب الذى كنت تنتظره.
شاهدت الفيلم، وللمرة الأولى فى حياتى، وربما بالنسبة لكل نقاد السينما فى مصر، نشرت فى «الجمهورية» مقالاً أعتذر فيه عن «القسوة» فى نقد «الغيرة القاتلة»، وعن الفرحة بفيلم «سواق الأتوبيس»، واعتبرته إعلاناً عن مولد مخرج كبير. وفيما بعد اعتبرت الفيلم بداية ما أطلقت عليه «الواقعية الجديدة» فى السينما المصرية.
وعندما فاز نور الشريف فى يناير 1983 بجائزة مهرجان نيودلهى التى سبق الإشارة إليها، ورغم أن أحداً لم يكن يمثل الفيلم فى المهرجان، لا نور الشريف ولا عاطف الطيب، نشرت فى الجمهورية مقالاً فى 23 يناير تحت عنوان «نور الشريف وأول جائزة دولية»، وفيما يلى نص المقال:
«فوز نور الشريف بجائزة أحسن ممثل فى مهرجان نيودلهى السينمائى الدولى حدث هام فى تاريخ السينما المصرية وفى تاريخ فن التمثيل العربى. فهذه أول جائزة دولية يحصل عليها ممثل مصرى على الإطلاق رغم أن الأفلام المصرية تعرض فى المهرجانات الدولية منذ عام 1937.
لقد كاد نور الشريف يفوز فى مهرجان فينسيا فى أغسطس الماضى عن دوره فى (حدوتة مصرية)، وكان يستحق الفوز. وكاد يفوز فى مهرجان قرطاج فى أكتوبر عن دوره فى (سواق الأتوبيس)، وكان يستحق الفوز. وأخيراً جاءت الجائزة من الهند عن دوره فى (سواق الأتوبيس).
ووراء هذا الفوز الذى يجب أن تحتفل به الهيئات السينمائية المختلفة الاحتفالات اللائقة، موهبة نور الشريف وقدرته الفنية بالطبع. ولكن ما يميز نور الشريف عن غيره من الموهوبين والمقتدرين فى السنوات الأخيرة أنه تحول من نجم إلى ممثل، ومن ممثل إلى سينمائى، لا يؤدى دوره وينصرف، بل يشارك فى الفيلم من بدايته إلى نهايته كواحد من مجموعة تصنع العمل تحت قيادة المخرج، وتجتمع حول معنى الفيلم بهدف إتقان التعبير عن هذا المعنى، وليس بهدف الانتهاء من الفيلم أياً كان الأمر. تحية إلى نور الشريف وتهنئة إلى السينما المصرية».
وفى أكتوبر عام 1983 كنت عضواً فى لجنة تحكيم مهرجان دمشق للأفلام العربية والأفريقية، وكان رئيس اللجنة المخرج البولندى الكبير ييرجى كافاليروفيتش، وفى المسابقة «سواق الأتوبيس»، وكانت العلاقات مقطوعة بين مصر وسوريا، فلم يحضر أحد من العاملين بالفيلم، لكنه فاز بالجائزة الفضية، وكانت سيفاً ضخماً حملته من دمشق إلى القاهرة، وقدمته إلى عاطف الطيب ونور الشريف.
أوسمة وجوائز
حصل نور الشريف على وسام الدولة للعلوم والفنون فى سوريا وتونس وليبيا، وفاز بأكثر من 30 جائزة كممثل ومنتج فى مسابقات الدولة للسينما فى مصر ومهرجانات المركز الكاثوليكى للسينما المصرية وجمعية الفيلم وجمعية كتاب ونقاد السينما والجمعية المصرية لفن السينما. وكُرِّم فى نادى سينما الكويت عام 2006 حيث صدر عنه كتاب «نور الشريف الإنسان والفنان» تأليف عماد النويرى، وكُرِّم فى مهرجان القاهرة الدولى عام 2007، وفى عام 2014 كُرِّم فى مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية ومهرجان المركز الكاثوليكى للسينما المصرية ومهرجان الإسكندرية لأفلام دول البحر المتوسط ومهرجان دبى الدولى، ورحل محاطاً بكل الحب والتقدير عن جدارة واستحقاق.