x

محمد أبو الغار الانفجار السكانى يدمر مستقبل مصر محمد أبو الغار الإثنين 10-08-2015 21:57


تقوم الدولة المصرية بجهود لدفع عجلة الاقتصاد وجهود أخرى جيدة فى إيصال جزء من الدعم إلى مستحقيه. وقد حدث تحسن فعلى فى طريقة توزيع وجودة التموين الذى يوزع على محدودى الدخل، وكذلك العيش البلدى، وهو الغذاء الأساسى لمعظم المصريين. كل هذه المجهودات ستكون بدون قيمة ولا فائدة إذا استمرت زيادة السكان بهذا المعدل الرهيب. مصر تزيد سنوياً بما يقرب من 2 مليون نسمة، والرقم ببساطة يعنى أنه فى ظرف ثمانى سنوات من المفترض أن يستمر فيها السيسى رئيساً للجمهورية سوف يزيد عدد سكان مصر حوالى 15 مليون نسمة، وهو ما يساوى تعداد السويد والنرويج والدنمارك مجتمعين. هل من الممكن أن يتحسن الاقتصاد ليكفى 90 مليون نسمة مضافاً إليهم هذا العدد الجبار؟ التعليم فى مصر فى حالة كارثية والفصول مكدسة والمدارس لا تكفى الطلاب وبالرغم من بناء مدارس جديدة فمن المستحيل أن يكون فى قدرتنا استيعاب كل هؤلاء الطلاب أو رفع مستوى التعليم.

نشكو جميعاً من الرعاية الصحية. هل فى قدرتنا استيعاب 15 مليون مواطن جديد لمنظومة الرعاية الصحية؟ هل يمكننا تطعيم 15 مليون طفل لمنع الأوبئة؟

هل تتحمل شوارعنا وطرقنا ووسائل النقل هذه الأعداد الجديدة؟ والمشكلة تتضاعف حينما نعلم أن من ينجبون أعداداً كبيرة معظمهم من محدودى الدخل الذين يطلبون دعماً لعائلاتهم.

فى عام 1882 يوم دخل الإنجليز مصر كان تعدادنا 6.7 مليون، وفى 1952 عند قيام الثورة كان تعدادنا 22 مليونا، وفى عام 1996 كان عددنا 59 مليونا، والآن نحن 90 مليونا وسوف نصل فى عقود قليلة إلى 150 مليون نسمة! الخطر أصبح أكبر شىء يواجه مصر، وقد اقتنع السيسى بالفكرة وأنشأ وزارة جديدة للسكان وعلى رأسها وزيرة متميزة ولكنها لن تستطيع عمل شىء وحدها. لابد من خطوة جريئة وسريعة قصيرة المدى وخطة أخرى طويلة المدى. لابد من الجرأة لأن الخطوات البطيئة والخوف سوف يؤديان إلى تفاقم المشكلة.

الأمر لا يحتمل الانتظار أو التفكير، الحلول متاحة ولكنها صعبة، وقد حاول كل الرؤساء السابقين إيجاد حل ولكن لم يملك أحد الشجاعة فى مواجهة الأمر الواقع والخطر الداهم. فقط مرسى قام بتقليص البرنامج السكانى تمهيداً لإلغائه. كل مدينة وقرية فى مصر أصبحت مزدحمة ولا تتحمل أكثر من ذلك. الوارد من مياه النيل سوف ينخفض ولا نعرف الكم والفترة الزمنية لذلك. هل نموت من العطش بسبب سوء تصرفنا. وأخيراً سوق العمل فى مصر ضاقت على المصريين، وليبيا أغلقت أبوابها بسبب المخاطر، والخليج ينحسر سوق العمل فيه بسبب انخفاض سعر البترول، وبسبب الزيادة السكانية الراغبة فى إيجاد فرص عمل من مواطنى الخليج.

لن يرحم التاريخ حكامنا إذا لم يتخذوا قرارات واضحة معها حملات إعلانية كبيرة للسيطرة على خطر حقيقى سوف يفترس مصر ويدمر كل تقدم اقتصادى.

قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية