يظن القارئ أن الكلمات لكل من تشرف بالتخرج من أكاديمية ناصر العسكرية سوف تكون عنوانا لخطة حربية. أو معركة سياسية أو تحليلا لعملية استراتيجية.. ولكن بعد أن حضرت الافتتاح لقناة السويس منذ أيام غمرتنى عدة مشاعر مختلفة ما هى إلا استحضار الأمجاد لقدرات المارد المصرى من عامل لمهندس لجندى أو فرد مساهم أو متبرع، كلهم مصريون شكلوا صورة المارد الذى يخرج ليحقق انتصارا دام تحت الضغط أو التحدى.. إياك أن تستهين به، فهو يتحول فجأة بطبعه بل يعاند نفسه.. بالعناد الإيجابى.. لكى ينفذ أحد أهم مبادئ العسكرية المصرية.. وهو الإصرار دائما على إنجاح المهمة.. نعم فتجد أمثلة واقعية كثيرة يضاف لها فى ذلك اليوم اختيار عبقرى آخر أن يبدأ القائد الأعلى للقوات المسلحة إبحار المحروسة الساعة الثانية ظهرا من اليوم السادس من أغسطس فى نفس توقيت عبور السادس من أكتوبر.. أكيد ليس بصدفة الاختيار نفس الرقم والتوقيت.. أهى رسالة محلية للحاقدين أو المشككين أم رسالة إقليمية للجيش الذى كان يدعى أنه جيش الدفاع الإسرائيلى الذى لا يهزم، والأهم الآن أنه رسالة استراتيجية جديدة متعددة ومتفرعة لتركيا التوسعية وإيران النووية وأمريكا المتخبطة سياسيا وعسكريا فى المنطقة نقدم لهم جميعا رسالة مصرية كرذاذ التراب الذرى الذى يردع ثم يقهر كل من يظن أن هذه القطعة من الأرض سوف تمحى من على الخريطة، ولكل من ادعوا فى تحليلاتهم الإعلامية قبل ذلك.. هى رسالة ساعة الصفر ما قبلها لن يكون كما بعدها، فنحن أمة راسخة ودولة لها قيادة واعية ما هى إلا تنبيه للعالم أن مصر باقية دولة محورية عفية نابضة بالعطاء، فإذا مرضت عقودا فإنها أبدا لاتموت.. تعود وتنتقم من كل من استهان بها بأسلوب فريد وجديد يسجل لها فى التاريخ.. شكرا يا جيش مصر العظيم كل مرة أنت وحدك تنقذ شعبك وتعيد كرامته وتحافظ على قيمة تاريخية معينة ومسجلة الانفراد، تحقيق المعجزات من بناء هرم لهدم خط بارليف لإسقاط تنظيم إرهاب أو لتوسيع قناة السويس فى سنة! كيف تسعد شعبا وتستعيد أرضا وتحقق هدفا وترسل رسالة قوة وردع واستقرار وسلام من خلال مشهد واحد؟ الإجابة سهلة واضحة أمامك وهى توكل على الله واستعِن بجيش مصر العظيم..
ومرة أخرى أيها العدو أو الجار أو الصديق اللئيم إياك أن تستهين بإرادة المصريين، ويلك أيها الناشط أو العميل الذى تطاول يوما على جيشى وتناسى أن هناك حسابا عسيرا، هذه مشاعرى كانت ومازالت لكل مجند وضابط وقائد ضحى من أجل أن تحيا مصر.