x

سليمان جودة ما بين طنجة والقناة! سليمان جودة الأحد 09-08-2015 21:32


لأن مشروع القناة الجديدة ملأ الدنيا علينا طوال الأيام السابقة على 6 أغسطس، فإننى كنت خلال أيام قليلة تالية قضيتها فى المغرب، أفتش عما يمكن أن يقال عن المشروع فى الصحافة خارج بلدنا هناك!

ولأن فى المغرب أربع صحف أساسية، هى: الأخبار وأخبار اليوم والصباح والمساء، فإننى ركزت عليها دون غيرها، وبعد مطالعة يومية دقيقة لها، كان فى إمكانى أن أرصد كلاما إيجابياً كثيراً فيها عن القناة، وعما تستطيع أن تضيفه من جدوى فى حياتنا فى المستقبل كمشروع نترقب عوائده.

وقد توقفت أمام كلام قيل عن أن تعاوناً من نوع ما، يمكن أن يقوم، فى مقبل الأيام، بين ميناء طنجة المغربى ومحور تنمية عندنا سوف يقام على شاطئ القناة.

إن مدينة طنجة تطل على البحر المتوسط والمحيط الأطلنطى معا، ومن خلال مضيق جبل طارق، يمكنك الوصول منها إلى إسبانيا بالبحر، فى 35 دقيقة، وفيها أكثر من ميناء ضخم، كما أن فيها ميناءً جديداً يجرى العمل فى مراحله النهائية، ليدخل الخدمة خلال شهور قليلة قادمة. وقد قلنا منذ وقت مبكر، ولانزال نقول، إن قناة السويس إذا كانت تعود علينا بما يقرب من ستة مليارات دولار سنويا، فالأهم من هذا أنها يمكن أن تعود على اقتصادنا كله بعائد أضخم وأكبر، فى اللحظة التى ننتهى فيها من إقامة محور التنمية على جانبيها.

وربما يكون من المهم أن ندرس تجربة طنجة فى هذا المجال جيداً، لأن هذه المدينة بموانئها الكبيرة، وبنشاطها الاقتصادى المتزايد، قد أثبتت أن مضيق جبل طارق، الواصل بين البحر والمحيط، ليس مضيقا للعبور ودفع رسوم العبور عن كل سفينة تعبر وفقط، ولكنّ العبور فى حد ذاته، يستطيع، بل يجب أن يخلق نشاطا اقتصاديا واسعا على شاطئ المضيق، وهو ما حدث ولايزال يحدث ويتوسع فى الشاطئ الجنوبى منه، الذى يخص المغرب.

رسوم عبور السفن هى أقل ما يمكن أن يعود علينا من القناة، خصوصا بعد إضافة طاقة القناة الجديدة إليها، ولابد لنا أن نتخيل حجم النشاط الاقتصادى الهائل، الذى فى مقدورنا أن نبدأ فيه على شاطئين للقناة، يبلغ طول كل شاطئ منهما، شرقا أو غربا، فى حدود 194 كيلومتراً.

وليس أمامنا إلا أن نبدأ فى ذلك وسريعا، لأن نشاطاً كهذا على شاطئين بهذا الطول سوف يخلق أشياء كثيرة فى المكان، وسوف يكون أهم ما يخلقه متمثلا بالأساس فى إتاحة فرص عمل لكثيرين جدا، ينتظرونها، ويترقبها كل واحد فيهم، منذ اليوم التالى مباشرة لافتتاح القناة الجديدة.

طنجة تجنى الكثير من الخير، من خلال مضيق يربط المتوسط بالأطلنطى، وقناة السويس أمامها أن تجنى خيراً أكثر وهى تربط بين المتوسط والأحمر، فاجعلوا المدينة المغربية أمام أعينكم، واطلبوا تجربتها، وسوف تكون بالقطع مفيدة لنا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية