x

محمود عمارة مبارك ومرسى فى الاحتفال! محمود عمارة الأحد 09-08-2015 21:32


تخيَّلوا معى: ماذا كان يدور فى عقل «المخلوع» مبارك، ونفسية «الطربوش» مرسى، وهما يشاهدان الاحتفالات بالقناة الجديدة؟.. من اللحظة التى اعتلى فيها عبدالفتاح السيسى ظهر المحروسة، والرؤساء مع الملوك ينتظرونه تحت المنصَّة.. والشعب المصرى (أطفالاً وشباباً، ونساءً ورجالاً) رافعون رؤوسهم، وسط فرحة عارمة مملوءة بالزغاريد.. والأعلام ترفرف فى ربوع مصر، وفى كل العواصم العالمية والعربية، وإخواننا العرب يشاركوننا الفرحة، ويقدمون لنا التهانى، بهذا الإنجاز المذهل.. بعد أن «غيَّرنا» المثل الذى كان سائداً بأن «طريق الألف ميل يبدأ بخطوة».. ليصبح من الآن: «طريق الألف ميل يبدأ بقفزة»!! فالخطوة = متر.. وعرض القناة الجديدة 500 متر!!

تخيَّلت «مبارك» أمام الشاشة، ومن حوله شلة آل كابونى (فرع مصر).. الذين نهبوا الثروات، وحوَّلوا مليارات بالبحر والجو والبر، وعن طريق البنك الذى كان يترأسه عاطف عبيد، غير المُراقب من سلطة البنك المركزى [واللى عايز يعرف مين حول كام، يفتح دفاتر هذا البنك]!!

مبارك: شارداً.. وسوزان [أُس الكارثة] تناوله تفاحة أمريكانى، فيزيحها دون أن ينظر إلى وجهها.. لتسقط من عينه دمعة لحظة تحرك المحروسة الساعة 2 وخمسة، متذكراً الضربة الجوية التى كان هو قائدها وبطلها.. والتى كانت السبب فى وصوله لكرسى العرش!!

علاء مع آل كابونى صامتون «هُس هُس».. والمحروس «جمال» (أبو دم تقيل) يقول لأبوه بصوت عال: هُمَّه نسيوا إن إنت كنت سبب نصر أكتوبر 73، اللى قاعدين يفاخروا بيه.. نسيوا إن إنت الوحيد اللى شجَّعت السادات على العبور؟.. ولولاك لا كان فيه انتصار ولا عبور، وكانت القناة دى لسه مقفولة لغاية النهارده، وكان زمان إسرائيل عملت قناة.. دا شعب جاحد.. شوف تاريخه مع كل أبطاله، من عرابى اللى أهانوه، وأحفاده النهارده مش لاقيين ياكلوا.. وطلعت حرب عملوا فيه إيه؟

«علاء» مقاطعاً: بس خلاص.. مش دا الشعب اللى كنت عايز تحكمه؟

«جمال»: إحنا كان عندنا خطة، «ننضف البلد من شوية الهمج دول.. همه كلهم كام واحد اللى عملوا المشاكل.. ألف ألفين خمسة.. كنا هنرميهم فى السجون، ونقفل الكام جورنال والبرامج اللى بيهيجوا الناس علينا، وكنا جاهزين بكل المشروعات اللى بيعملوها دلوقتى وأحسن، وعلى فكرة..

أحد رؤوس الفاسدين مقاطعاً: ماتيجوا نتكلم فى موضوع تانى، عشان مانزعجش الريس.. كفاية الحب اللى فى قلوب ناس كتير لسيادة الرئيس/ وأديكو شوفتوا.. شوية العيال المأجورين اللى راحوا التحرير، وشوية الصيَّع اللى نزلوا معاهم.. الحمد لله.. «التسريبات» اللى عملناها كشفتهم قدام الشعب، ومفيش واحد منهم النهارده يستجرى يمشى فى الشارع!!

«المخلوع» يعود من «سرحانه» مبتسماً: والله عندك حق.. اطفوا الزفت ده، وخلَّونا نتكلم فى موضوع تانى.. إنتو ناويين تعملوا إيه يعد القضية ما تخلص؟.. هتقعدوا هنا، ولا أحسن تاخدوا عيالكوا وتمشوا.. وأنا بعـد ما أموت [كله فى نفس واحد: بعد الشر يا ريس].. بقول لكو إيه: أول ما ناخد البراءة نتكل على الله.. عارفين ليه؟

إذا كان الناس بعد «الإخوان» واللى شافوه منهم، قالوا: الله يرحم أيام مبارك.. الكلام دا هيتغير بكرة.. بكرة بعد السيسى ما يفتح المشروعات اللى بيتكلم عنها.. الناس هتنسى مرسى، وهيقولك: لو كان مبارك عمل زيه فى التلاتين سنة، ما كانش بقى حال البلد كده.. خلُّوا بالكو، المصريين دول عفاريت زُرق، ومالهُمش أمان.. ممكن يطلع ناس تقولك: نحاكم مبارك ورجالته سياسياً.. اسمعوا كلامى.. إحنا اللى أنقذنا من حبل المشنقة: إن الشعب قارن بينَّا وبين الإخوان.. لكن المقارنة دلوقتى هتبقى مع السيسى ونجاحاته!!

ساد الصمت.. وهمس أحدهم فى أذن علاء بما معناه:.. تسافروا لمرافقة الريس فى علاجه ببلاد الإكسلانس.. وباى – باى!!

نرجع «للمخبول – الطرطور – الخائن».. فى الزنزانة وحيداً.. يضع يديه على رأسه حتى لا ينفجر، وهو يرى حُلم الشرعية، ووهم عودته يتلاشى.. فالانقلاب الذى كان يترنَّح.. أصبح راسخاً، مدعوماً بأغلبية ساحقة تؤكد له الشرعية المحلية والدولية، ولم يجرؤ أى «خروف» أن يخرج إلى الشارع فى الاحتفالات.. ليس خوفاً من الأمن، بقدر خوفهم من المصريين!!

مرسى.. لا يحتمل ما يراه على الشاشة.. بعد أن تأكد له أنه كان «لُعبة» ماريونيت فى أيدى مكتب الإرشاد والتنظيم الدولى.. والآن يتخيل منظر صدام حسين وهو مُعلَّق فى حبل المشنقة، فيتحسس رقبته، ودون أن يدرى يعلو صوته قائلاً: الله يخرب بيتك يا خيرت يا شاطر.. إنت اللى ودتنى فى داهية.. أنا كان مالى ومال الغم ده.. دا انا غلبااااان.. وكان كبيرى أرجع عضو مجلس شعب!!

يارب: أنا إضَّحك علىَّ من ولاد الكلب دول.. أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم!!

وانتهت المساحة.. وكان فيه كلام كتير عايز يقوله مُرسى.. لك أن تتخيله!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية