كان العميد محمد سليمان هو المستشار الأمني للرئيس السوري بشار الأسد وهو من مواليد بلدة الدريكيش شرق طرطوس، خريج كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة دمشق وبعد تخرجه التحق بدورة مهندس قيادي في الكلية الحربية وتخرج برتبة نقيب مهندس كان من أوائل المتفوقين في الكلية الحربية مما سهل له التقرب من باسل الأسد آنذاك، ثم عين ضابطاً مهندساً قيادياً في الحرس الجمهوري في الكتيبة التي كان يرأسها باسل الأسد ابتعث إلى الاتحاد السوفياتي لتطوير سلاح الدبابات بالحرس الجمهوري وحصل على الماجستير، ونال الدكتوراه في تطوير سلاح المدفعية وبعد عودته تقلد منصب مدير مكتب باسل الأسد ومستشاره الخاص للشؤون العسكرية.
وكان عضوا في اللجنة العسكرية الخاصة لإدارة التسليح المختصة بشراء الأسلحة وتطويرها تسلم بشار الأسد لواء الـ 41 للحرس الجمهوري بعد وفاة باسل الأسد في حادث سير «يرى كثيرون في الاستخبارات الإسرائيلية انها كانت عملية اغتيال»، وتسلم العميد سليمان منصب مدير مكتب بشارالأسد الخاص، وأصبح يدير غرفة العمليات الخاصة لبشار الأسد والتي تتعلق بنقل الضباط وتسريحهم ومتابعة شؤون الجيش والشؤون الأمنية.
أسس مكتباً خاصاً بالتنسيق مع مكتب المعلومات التابع للقصر الجمهوري لمتابعة الوضع الداخلي، وكل ما يتعلق بالوزارات والمؤسسات الحزبية خلال وفاة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد كان سليمان رئيس غرفة العمليات التي تدير الأجهزة الأمنية، وكان المسؤول الأول عن تعيين اللجنة المركزية وأعضاء القيادة القطرية في المؤتمر القطري لحزب البعث عام 2000 ولاحقاً في المؤتمر القطري عام 2005بعد ترقية سليمان إلى رتبة عميد، أسندت إليه كافة الملفات المتعلقة بالجيش وألحقت له رئاسة الأركان ووزارة الدفاع التي أصبحت تحت إمرته مباشرة وكان العميد سليمان يدير من خلف الستار تعيينات الوزراء والمحافظين وقد اغتيل بمدينة طرطوس السورية، «زي النهارده» في 2 أغسطس 2008 في ظروف غامضة.
وكان تقريراستخباري أمريكي مسرب قد كشف عن أن القوات الخاصة الإسرائيلية هي المسئولة عن اغتيال العميد السوري محمد سليمان في 2008 وكان العميد سليمان قد أصيب برصاصة أطلقها عليه قناص على ساحل البحر قرب ميناء طرطوس ولم تعلق إسرائيل علنا على الشبهات التي أثيرت حول ضلوعها في عملية الاغتيال ولكن وثيقة سربها إلى موقع (The Intercept) موظف مجلس الأمن القومي الأمريكي المنشق إدوارد سنودن تقول إن العملية كانت من تنفيذ القوات الخاصة البحرية الإسرائيلية وقال عناصر سابقون في أجهزة الاستخبارات الأمريكية إن مستوى سرية الوثيقة تشير إلى أن مجلس الأمن القومي قد اكتشف ضلوع إسرائيل في العملية من خلال تعقب واعتراض الاتصالات الإسرائيلية.
وكانت وسائل الاعلام العربية قد قالت في حينه إن سليمان قتل بعيارات نارية أطلقها قناص أصابته في الرأس والرقبة، وأن القناص كان يستقل يختا رأسيا في البحر. وكان سليمان يتناول طعام العشاء في منزله عندما قتل وقالت بعض المصادرإن سليمان كان أبرزالمسئولين الأمنيين في حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، فيماقالت مصادر أخرى إنه كان حلقة الوصل بين الحكومة السورية وحزب الله اللبناني ووصفته برقية بعثت بها السفارةالأمريكية في دمشق- سربها موقع ويكيليكس عام 2010- بأنه «مستشار رئاسي خاص للتسليح والأسلحةالاستراتيجية»وقيل في حينه إن الرئيس الأسد «صدم» لاكتشاف 80 مليون دولار نقدا في مسكن سليمان وجاء في برقية أخرى أرسلتها السفارة الأمريكية بعد اغتيال سليمان أنه معروف بأنه «قريب جدامن بشار» ويعتقد أن سليمان قد «أدار برامج خاصة للأسد بعضها لم يكن معروفا للقيادة العسكرية السورية».
وجاء في البرقية أيضا «المشتبه بهم بديهيا هم الاسرائيليون»، وأن «أجهزة الاستخبارات السورية تعلم جيدا أن مدينة طرطوس الساحلية تتيح للاسرائيليين العمل بحرية أكثر من مواقع داخلية كالعاصمة دمشق».