x

«زي النهارده».. غزو العراق للكويت 2 أغسطس 1990

الأحد 02-08-2015 07:38 | كتب: ماهر حسن |
الغزو العراقي للكويت الغزو العراقي للكويت تصوير : آخرون

حصلت العراق على استقلالها عن بريطانيا في 1932 فيما نالت الكويت استقلالها عن بريطانيا أيضا في 1961، وبعد أسبوع واحد من إعلان استقلال الكويت طالب رئيس العراق عبدالكريم قاسم بضم الكويت إلى العراق وتدخلت الجامعة العربية وأرسلت قوات عربية من السعودية ومصر وسوريا والسودان إلى الكويت وفى 1935 ادعى ملك العراق غازى بن فيصل أن الكويت جزء من العراق، وفى 4 نوفمبر سنة 1963 اعترفت العراق باستقلال وسيادة الكويت وتم توقيع اتفاق بهذا الخصوص بين الدولتين غير أن هذا لم يحل دون تكرر الأزمة.

الغزو العراقي للكويت

وخلال الحرب «العراقية- الإيرانية» ورغم دعم الكويت والسعودية للعراق فيها فإن الأزمة تجددت بتوجيه العراق اتهامات للكويت بأنها قامت بأعمال تنقيب غير مرخصة عن النفط في الجانب العراقى من حقل الرميلة المشترك بينهما، و«زي النهاردة» 2 أغسطس من عام 1990 عبرت قطاعات كبيرة من الجيش العراقى الحدود الكويتية العراقية وتوغلت داخلها وسيطرت على البلاط الأميرى والإذاعة والتليفزيون،

وتم اعتقال الآلاف من المدنيين الكويتيين وبدأت عمليات سلب ونهب واسعة النطاق وبدأ نقل ما تم الاستحواذ عليه إلى العراق وقامت العراق بتنصيب حكومة صورية برئاسة علاء حسين واعتبرت الكويت المحافظة التاسعة عشرة للعراق وتم تعيين عزيز صالح قائد الجيش الشعبى في الكويت محافظا للكويت، وأعلنت العراق أن انقلابا عسكريا وقع في الكويت بقيادة الضابط الكويتى علاء حسين ولكن هذا لم ينطل على الرأى العام العالمى.

وبعد ساعات من الاجتياح العراقى للكويت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الذي أصدر القرار رقم 660 المطالب بانسحاب العراق، وفى 3 أغسطس عقدت الجامعة العربية اجتماعا طارئاً وقامت بنفس الإجراء، وفى 6 أغسطس أصدر مجلس الأمن قرارا بفرض عقوبات اقتصادية على العراق. وبدأت السعودية تبدى مخاوفها من اجتياح عراقى لأراضيها لاستهداف نفطها فبدأ التحرك الدولى وبدأت القوات الأمريكية التدفق إلى السعودية في 7 أغسطس من عام 1990، وتم تحديد 15 يناير 1991 موعدا نهائيا للعراق لسحب قواتها من الكويت وإلا فإن قوات التحالف ستستعمل كل الوسائل لتطبيق قرار مجلس الأمن، وتشكل التحالف العسكرى من 34 دولة ضد العراق. وفى مطلع فجر 16 يناير من سنة 1991، أي بعد يوم واحد من انتهاء المهلة النهائية بدأت قوات التحالف حملتها الشاملة على العراق.

الغزو العراقي للكويت

وعما إذا كان الغزو العراقي للكويت يمثل بداية النهاية لنظام صدام حسين وتفكك العراق وبقائها على ماهي عليه من اضطرابات داخلية وتفكك العراق قال الكاتب الصحفي نبيل زكي بل هي بداية كل الكوارث التي تعاقبت على العراق وقد صدر قرار صدام حسين بغزو العراق في لحظة انفعالية على أثر تصريح عزة إبراهيم له بأن المباحثات والمفاوضات قد فشلت مع الحكومة الكويتية التي اعتبرها صدام قد سطت على حصص من البترول العراقي وكان صدام قد طالب بهذه التعويضات كمساهمة في تكاليف الحرب الطويلة التي خاضها مع إيران بزعم الدفاع عن الأمة العربية حتي أنني سألت أحد السياسيين العراقيين كيف اتخذ صدام قرارا مصيريا ومدمرا وعواقبه وخيمة على العراق بهذه السهولة فقال إن القرار جاء في لحظة انفعالية.

وأضاف زكي أن هذا الغزو لايمثل فقط تعزيزا للحضور الإمريكي المؤثر في الخليج بل تدخل وسيطرة ودفع كل الخليج باتجاه المصالح الأمريكية وكان هذا الغزو توطئة لأمريكا لضرب العراق بزعم وجود أسلحة دمار شامل فيها وأقول أن هذا الغزو كان بداية لكل الكوارث التي لحقت بالعراق تباعا بل وبداية الكوارث للعالم العربي حيث بعد غياب العراق كدولة قوية وغنية أفسح المجال لظهور تيارات العنف الإسلامي كالقاعدة وصولا إلى تنظيم داعش.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية