x

مسجد «المؤيد شيخ».. السجن الذى تحول إلى جامع

الخميس 16-07-2015 10:50 | كتب: أميرة طلعت |
مسجد المؤيد شيخ مسجد المؤيد شيخ تصوير : اخبار

عند باب زويلة، تجذبك ضخامة بنيانه وارتفاع مئذنتيه، تأخذك قدماك إلى الداخل فتشاهد لوحة إسلامية رائعة من الرخام شكلت أعمدته، والزخارف التى تزين سقفه الخشبى، هو مسجد المؤيد الذى بناه المؤيد شيخ المحمودى، بين عامى 818 و823 هجريا، مكان أحد السجون الكبرى الذى كان سجينا فيه، وفقا للوحة التعريفية المعلقة بالمسجد.

تذكر المصادر التاريخية أن الأمير المؤيد عانى بشدة من قسوة السجن، وأقسم أنه إذا خرج من السجن على قيد الحياة سيبنى مسجدا مكانه، وعندما أصبح سلطانا أوفى المؤيد بقسمه، وهدم السجن وبنى مجموعة المؤيد التى تشمل جامعا وضريحين ومدرسة لتعليم المذاهب الإسلامية الأربعة للمتصوفين، وسرعان ما أصبحت أشهر مدرسة ومسجد فى القرن الـ15، وزخرت بمكتبة كبيرة ومجموعة من الدارسين المتصوفين.

وقد زوَّد السلطان المؤيد المسجد بخزانة كتب عظيمة، تحوى كتبًا فى مختلف العلوم والفنون، وهو ما أورده المقريزى فى تاريخه، فذكر أن السلطان المؤيد شيخ نزل إلى المسجد، ودخل خزانة الكتب التى عُملت هناك، وقد حمل إليها كتبًا كثيرةً فى أنواع العلوم كانت بقلعة الجبل، وقدَّم له القاضى ناصر الدين البارزى خمسمائة مجلد، قيمتها ألف دينار، فأقر السلطان المؤيد شيخ ذلك بخزانة الكتب بمسجده.

وأهم معالم هذا الأثر هو المدخل الذى يتكون سقفه من قبو متقاطع، مكون من قبتين نصف دائريتين، بالإضافة إلى سقفه الخشبى المحلى بزخارف إسلامية رائعة. ومن أبرز معالم المسجد مآذنه حيث كان له فى الأصل 3 مآذن، اثنتان متشابهتان تقع كل منهما على برجى باب زويلة، ما يعتبر إعجازا معماريا رائعا، ومئذنة ثالثة تقع بالقرب من المدخل الغربى الذى اندثر فى القرن الـ19، وقد وقع المعمارى محمد بن القزاز اسمه وتاريخ إنشاء المآذن فى إطارين أعلى أبواب المئذنتين، ويعتبر هذان التوقيعان النموذج الوحيد لتوقيع معمارى مملوكى على الأبنية.

وفى العصر المملوكى كانت هاتان المئذنتان تمثلان أحد أهم المواقع لكونهما فوق بوابات المدينة، ومواجهتان لقدوم الموكب السلطانى على مشارف القاهرة الفاطمية.

عن قصة جامعة المؤيد يقول أحد العاملين به:«السلطان الغورى كان بانى هنا سجن اسمه سجن شمال، وكان المؤيد سجين فيه، ونذر أنه لو خرج حيا من السجن هيبنى مكانه مسجد، وفعلا لما خرج بنى المسجد، ويعتبر من أكبر المساجد فى منطقة باب زويلة والغورية، والمسجد على خلاف المساجد الحديثة لا توجد به دورة مياه فالجوامع زمان كانت لا تضم دورة مياه داخلها ولكن كانت فى الخارج أو فى البدروم».

وأضاف:«المسجد أيضا يتميز بالدكة الرخامية يقال عليها دكة المبلغ، وكان يقف عليه شخص يردد وراء المؤذن الأذان والقرآن، حتى يسمعه من هم فى الصفوف الخلفية، يعنى كان كأنه ميكرفون للمؤذن يوصل صوته لكل المسجد، ومن معالم المسجد المميزة أيضا الأعمدة الرخامية فيه، التى تصدع فى فترة من الفترات وحل محلها أشجار وزرع، ولكن بعد ذلك أعادتها الآثار أعمدة رخامية كما كانت فى الماضى، ومن معالمه أيضا الأضرحة، فالضريح الكبير للمؤيد والصغير لابنه، ويقال أيضا أن زوجته وابنته مدفونتان فى الجانب الآخر من المسجد».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية