«العارف بالله» أحد المساجد الأثرية المهمة بمحافظة سوهاج ويرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الثامن الهجرى، عندما كانت سوهاج تابعة لمديرية جرجا التى تحكم إقليم الصعيد، وأعيد بناؤه عام 1968 فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ويوجد بجواره قبر مراد بك، حاكم الصعيد أيام المماليك.
يضم المسجد العديد من الآثار والنقوش والزخارف الإسلامية الفريدة التى تميزه عن غيره من باقى مساجد المحافظة، وتبلغ مساحته نحو 7 آلاف متر، وبه ضريح سيدى العارف بالله، الذى يعتبر مقصدا ومزارا لمريديه يأتون إليه من شمال وجنوب محافظات الجمهورية.
وفى المسجد قاعة اجتماعات، ودار مناسبات، ومكتبة كبيرة تضم العديد من الكتب الإسلامية النادرة، وتقام به جميع الاحتفالات بالمناسبات الدينية الكبيرة مثل ليلة النصف من شعبان، وليلة القدر، والتى يحضرها المحافظ ووكلاء الوزارات ومدير الأمن والمستشار العسكرى للمحافظة، وغيرهم من القيادات التنفيذية والشعبية.
ويعتبر المسجد ملاذ وقبلة السوهاجية خاصة فى شهر رمضان، حيث يتزاحم المصلون فيه على أداء التراويح والتهجد فى الصفوف الأمامية. ويقول المصلون المترددون على المسجد وأهالى المنطقة إنهم يعتبر المسجد الوحيد فى المحافظة الذى لم يتمكن تنظيم الإخوان من السيطرة عليه واعتلاء منبره خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، وكذلك السلفيون أو الجماعات الإسلامية.
ويقول الشيخ عثمان سليم، مدير إدارة الدعوة بمديرية أوقاف سوهاج، إن مسجد العارف بالله يتميز بروحانياته العالية طوال العام، خاصة فى رمضان، ويقصده المصلون من شتى أنحاء المحافظة لاسيما يوم الجمعة، مشيرا إلى أنه يتم تعيين إمام وخطيب له من خريجى الأزهر يتمتع بالفكر الوسطى، ويحب الناس جميعا. ويؤكد أصحاب المحال والمطاعم المجاورة للمسجد أن «العارف بالله» يعتبر المصدر الأول والأساسى لزبائنهم طوال العام.
ورغم تاريخ المسجد وقيمته الأثرية تحول الميدان المحيط به إلى سوق عشوائية للباعة الجائلين رغم حملات المرافق المستمرة عليهم، وإلى موقف لسائقى سيارات السرفيس. ومن جانبه يؤكد الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، أنه قرر تشكيل لجنة من كلية الهندسة بجامعة سوهاج لوضع خطة لتجميل وتطوير ميدان العارف بالله بالتنسيق مع الوحدة المحلية لحى غرب مدينة سوهاج وإدارة المرور.
ويوضح المحافظ لـ«المصرى اليوم» أن ميدان العارف بالله يعانى من انتشار الباعة الجائلين ووجود موقف عشوائى لسيارات السرفيس وإشغالات للمحال التجارية خلف سور السكة الحديد ما يعوق حركة المرور والمشاة، وأنه سيعمل على تطوير وتجميل الميدان باعتباره يمثل أثراً إسلاميا من معالم المحافظة.