x

على باب الله ..«الجامع الأشرف».. السلطان يوفي بـ«النذر»

الثلاثاء 07-07-2015 11:22 | كتب: محمد محمود خليل |
الجامع الأشرف تحفة معمارية تضم أمهات الكتب الجامع الأشرف تحفة معمارية تضم أمهات الكتب تصوير : اخبار

يرتبط تاريخ مسجد السلطان الأشرف بمدينة الخانكة، «الجامع الأشرف» كما يلقبه الأهالى حاليا، بالنذر السلطانى الذى شيد بسببه المسجد عام 841 هجرية، والمدينة ذاتها، التى أنشئت قبل ذلك التاريخ بنحو 100 عام، وكانت تسمى وقتها «الخانقاه»، وقد أبدع المهندسون فى عمارته، بأمر من السلطان الأشرف سيف الدين برسباى.

يذكر التاريخ أن مدينة الخانكة بناها السطان الملك الناصر محمد قلاوون، بعدما أصيب بوعكة صحية أثناء رحلة صيد شمال القاهرة، بالقرب من منطقة سرياقوس، ونذر لله أن يجعل هذا المكان مباركًا إن عافاه الله، وبعدما تماثل للشفاء، خرج من قلعة صلاح الدين الأيوبى، على رأس موكب يضم علماء ومهندسين لتأسيس هذه المدينة عام 725 هـ، وبنى فى هذا المكان الخانقاه ومسجدا وتكية وحماما (مغتسل).

وفى عام 825 هجرية، تولى السلطان الأشرف برسباى الحكم، وعزم على فتح قبرص، ومَرَّ مع جيشه بمدينة الخانقاة، ليعيد تنظيم الجيش ترتيب صفوفه، وتذكر أمر سلفه الناصر قلاوون، ونذر لله بأن يبنى بالمدينة مسجدا ومسقى إن نصره الله، وتم له النصر، فخرج على رأس موكب من العلماء والمهندسين لبناء جامعه، الذى بقى حتى الآن شاهدا على وفاء السلطان بنذره.

يتكون المسجد من صحن مكشوف، تحيط به 4 أروقة، أكبرها رواق القبلة الذى يغطيه سقف من الخشب على شكل مربعات، ويكسو الجزء السفلى من حوائطه وزرة من الرخام الملون يتوسطها محراب رخامى، يقوم إلى جواره منبر من الخشب طعمت حشواته بـ«السن».

تشرف الواجهة الرئيسة للمسجد على الطريق العام، وبها المدخل الذى تغطيه مقرنصات جميلة، ويحلى صدره أشرطة من الرخام الأبيض والأسود، أعلاها طراز مكتوب به تاريخ الفراغ من عمارة هذا المسجد سنة 841 هجرية، وإلى يمين المدخل سبيل يعلوه كتاب، وإلى يساره مئذنة مكونة من 3 طبقات، مماثلة لمئذنة مسجد ذات السلطان، بشارع المعز لدين الله، وللمسجد ثلاث واجهات أخرى بمنتصف الواجهة الغربية منها مدخل آخر، ويوجد به دورة مياه عتيقة، منفصلة عنه، ما زالت محتفظة بمعالم تخطيطها القديم.

ضم المسجد مكتبة ضخمة، تحوى أمهات الكتب التاريخية، ويعتبر سبيله من أهم أسبلة العصر المملوكى، وما زالت آثاره موجودة حتى الآن، وهو مكون من طابقين، ويتضح به مكان المزملاتى «الشخص المعين لرفع المياه من فتحة البئر ليسقى المتصوفة وطلاب العلم وعابرى السبيل والفقراء ممن يرتادون التكايا ويحضرون الولائم بالمدينة، حينما كانت مركزا مدنيًا ودينيًا وقت إنشائها.

تولى مشيخة الجامع الأشرف، العديد من العلماء، وخطب فيه المقريزى وابن حجر العسقلانى، وكان آخر حاكم زاره، هو الملك فاروق، فى ديسمبر عام 1944 ميلادية، حيث أدى به صلاة الجمعة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية