x

علي باب الله: المسجد العمرى بـ«قوص» «أزهر الصعيد» وقبلة العلماء

الجمعة 03-07-2015 11:40 | كتب: محمد السمكوري, محمد حمدي |
مسجد العمري مسجد العمري تصوير : آخرون

يقول الباحث أيمن الوكيل إن الآراء اختلفت حول تاريخ إنشاء المسجد، فهناك من يؤكد أن تاريخ إنشائه يعود إلى الفتح الإسلامى لمصر، وأن سبب تسميته بالعمرى نسبة إلى عمرو بن العاص، بينما الآراء الأخرى وهى الراجحة تحدد تاريخ إنشائه إلى عام 500 هجرية، وبناه طلائع بن رزيك حيث كان والياً على قوص فى العهد الفاطمى.

وأضاف أن هناك 3 لوحات بالمسجد، اللوحة الأولى عبارة عن لوح صغير مثبت فى صحن المسجد، والثانية لوح رخامى مثبت على باب الميضأة عند الدخول، واللوحة الثالثة مثبتة على مدخل المسجد، وتضمنت التجديدات التى أدخلها محمد بك قهوجى، كاشف قوص، عمل الترميمات والتجديدات فى إيوان القبلة، أفقدت المسجد الكثير من سماته ومعالمه وذلك فى عام 1233 هجريّة.

وشهد المسجد تعديلات فى التغييرات التى قام بها قهوجى، والتى أجريت فى عام 1970 حيث أزيلت الأعمدة المبنية بالطوب اللبن واستبدالها بغيرها المصنوعة من الحديد والأسمنت، إلا أن هناك عددا من الأعمدة القديمة التى بقيت أمام المِحْراب المتوسط المملوكى، وهناك العديد من الترميمات بمشروع ترميمى ومعمارى دقيق ومتكامل.

وذكر محمد الخولى، باحث، أن من أهم روائع الفن الإسلامى فى هذا المسجد «المِحْراب المحصى» الذى يقع فى منتصف الباكية الثالثة فى إيوان القبلة، وتمت زخرفة واجهته بزخارف جصية، قوامها وحدات نباتية وهندسية بديعة التكوين، وتحيط بها كتابات بخط الثلث المملوكى «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر»، و«قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها» وذلك حول قبة الممرات، مشيرا إلى أنه يزينه عمودان لهما تيجان، كما زينت جوانبه بحشوات من الخشب تتخذ أشكالاً هندسية متنوعة تم تعشيقها مع بعضها، وكتابة آية الكرسى على واجهته، وهو ما يطلق عليها المِحْراب المحصى لأن واجهته تمت زخرفتها بالحصى البنائية والهندسية.

وأضاف أن من الأجزاء المهمة بالمسجد «القبة» الموجودة فى الركن الشمالى الشرقى، والتى تم تشييدها فى عام 586 هجرية، حيث يتحول الشكل من المربع الى الثمانى فيصبح الشكل الخارجى لها مضلع وبه فتحات سداسية، كما يوجد المنبر الخشبى وهو على جانب كبير من الأهمية لأنه من أقدم منابر مصر الإسلامية، ويتكون من لوحتين وصدر من خشب الساج الهندى المحفور حفراً بارزاً، والمزخرف بالحشوات المجمعة عليها زخارف المراوح النخيلية وعناقيد العنب ونصوص قرآنية، بالإضافة الى كرسى المصحف وهو من الخشب المصنوع بطريقة الحشوات المجمعة، ويحيط به من أعلى شريط كتابى بالخط النسخ البارز، عليه آية الكرسى والذى أمر بصناعته الأمير عزالدين خليل الملكى الناصرى.

وقال سعيد عطية، مدير مركز طيلة للتنمية الشاملة، إن المسجد العمرى بقوص لعب دوراً كبيراً فى نشر العلم، ما جعلهم يطلقون عليه «أزهر الصعيد» فى ذلك العهد، فكان يفد إليه العلماء من شتى بقاع الأرض، ومن أشهر من حضر للمسجد وقتها الشيخ محمود السيد، الذى مكث إماماً للمسجد لأكثر من 70 عاماً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية