* مفيش برلمان.
قالها كما كتبتها، عبارة قاطعة بعدها نقطة، لم يكن يستدرجني لنقاش سياسي، ولم يكن غاضبا من النظام، أو يكشف مماطلته في إنجاز الاستحقاق الثالث واستكمال مشروعية الحكم.
- ليه؟
سألته بنفس طريقته المكثفة، بلا أي استطرادات.
* قال: هندخل الحرب.
أيضا عبارة قاطعة بعدها نقطة!
- أعجبتني لعبة التكثيف فسألته: فين؟
* قال: ليبيا وسوريا، وأماكن أخرى...
إضافة تعبير «أماكن أخرى» بعد ليبيا وسوريا، كسر اللعبة التي تشبه مقارعة «اشمعنى»، أو لعبة «عروستي».
لا بأس، فنحن نعيش مرحلة الألعاب المكسورة، والقصص المبتورة، و«الكلمات الأخرى» والنقاط الكثيرة.
- قلت: لكن هذه الحروب تحتاج إلى برلمان، فلماذا تعتبرها معوقا لإتمام الانتخابات، مع أنها يجب أن تكون حافزا لتشكيله بأسرع وقت.
- بينما يفكر في إجابة، انتهزت الفرصة لإضافة سؤال آخر: أم أنك تتصور أن النظام يريد أن يذهب إلى الحرب بنفس الطريقة المتعجلة لعاصفة الحزم (التي لم تحزم شيئا بعد)؟
* مفيش وقت.
- عاد للعبارات القاطعة التي تنتهي بنقطة، فقلت ضاحكا: كل واحد في البلد دي يقول لك مفيش وقت، وهوه عنده جوه، ياسيدي احنا ماعندناش أكتر من الوقت، نحن أكثر بشر يهدرون الوقت من بين سكان الأرض، وأكثر مجتمع إنساني يعيش داخل المقاهي، وعلى أرصفتها، ويستهلك مسلسلات تليفزيونية، وألش، وتعليقات على كل شئ، يا أخي احنا عندنا قنوات تسأل المواطنين24 ساعة أسئلة مفيدة من نوع: لما الخنفسة قابلت النملة وشوشتها قالت لها إيه، والجمهور يتصل باهتمام للإجابة على قضايا العصر.
* من غير سخرية، فعلا مفيش وقت، انت مش شايف الإرهاب، المسألة زادت عن حدها، ولازم نتدخل بسرعة لتجفيف منابع الإرهاب، والتوصل لحلول في سوريا وليبيا.
- سألته: والمجتمع الدولي هيحط إيده في إيدك وانت من غير برلمان؟
يا سيدي، ارحموني، جبتولي فيروس عصام العريان، هتقولولي إرهاب، هقول: برلمان، هتقولولي: حرب، هقول: برلمان، هتقولولي نيللي.. نيللي، هقول برلمان.. برلمان.
س: الكلام ده حقيقي وللا بجد؟
ج: ده دعاء في ليلة القدر، اللهم رد الغائب، واجمع مصر ببرلمانها المفقود.
جمال الجمل