x

المجددون في الإسلام: محمد فريد وجدي «فريد عصره»

الجمعة 10-07-2015 11:32 | كتب: ماهر حسن |
محمد فريد وجدي محمد فريد وجدي تصوير : آخرون

وصفه عباس محمود العقاد في كتابه «رجال عرفتهم» بأنه «فريد عصره»، له العديد من المؤلفات من أهمها كتاب كنز العلوم واللغة، وكتاب دائرة معارف القرن الرابع عشر الهجرى والعشرين الميلادى في عشرة مجلدات، وكتاب صفوة العرفان في تفسير القرآن، الذي أعيد طبعه عدة مرات، فضلا عن كتابه الممتع السيرة المحمدية تحت ضوء العلم والفلسفة، كما أنه له كتاب في شرح مبادئ الإسلام ورد الشبهات عنه اسمه الإسلام دين عام خالد، وكتاب الإسلام في عصر العلم، يناقش فيه فكرة التوافق بين العلم والدين.

لم يقتصر نشاط المفكر الإسلامى المجدد، فريد وجدى على الدين، على الجانب الدينى، لكن كان له نشاط سياسى واضح، حيث عارض الزعيم الوطنى مصطفى كامل، في الذهاب إلى فرنسا بعد حادثة دنشواى 1906م، وكان يرى أن السفر يجب ألا يقتصر على فرنسا فحسب، ولكن للعديد من الدول الأوروبية. وتحدث عنه الدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر، واصفا مدى انتفاعه بمجالس فريد وجدى، الذي كان يؤمها وزائريه في منزله بعد صلاة المغرب من كل يوم، ومن رؤاه الفكرية أن خدمة الإسلام يجب أن تتم على النحو يتفق وثقافة العصر الحاضر وتقبله عقلية أهله، وأن خدمة قضية الدين بوجه عام ضد الفلسفة المادية التي استبدت بالعقلية الأوروبية ثلاثة قرون متوالية فأفسدت المذاهب الفلسفية، واستندت إلى الناحية المادية من العلم فجعلت لنفسها سلطاناً على الأذهان، وأسقطت من سلطان العقل، الاستهداء بالحس، فأضاعت على الناس مزية الاستهداء بالوجدان.

كما اهتم بتصفية الإسلام من شُبه الأعداء والحاقدين وعرضها بصورة جيدة يقبلها العقل الحر اليقظ.

وهناك الكثير من المؤلفات عن محمد فريد وجدى، منها كتاب «محمد فريد وجدى: رائد التوفيق بين العلم والدين»، تأليف أنور الجندى، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وتقول سيرة محمد فريد وجدى، إنه مفكر وفيلسوف إسلامى مصرى الجنسية من أصول شركسية ولد في مدينة الإسكندرية في 1878م وتوفى في 1954م وهو صاحب منحى فلسفى عقلانى، كما أنه عالمٌ موسوعى، وباحث فلسفى، ومفكر وأديب من طراز رفيع، وأحد أعلام الفكر العربى في القرن العشرين.

وقد خاض فريد معترك الصحافة فكتب في الأهرام، واللواء، والمؤيد العديد من المقالات الأدبية والبحوث العلمية، لكنه رأى أن الصحافة لم تُعِرْ بحوثه العلمية اهتمامًا في بعض الأحيان، ما دفعه إلى إصدار مجلة علمية اسماها الحياة، كما أصدر مجلة الدستور التي تنوعت صفحاتها بين الأدب والفكر والاجتماع، كما تناولت بحوثًا تختص بالفكر الإسلامى وأشرف على تحرير مجلة الأزهر لعدة سنوات وكان قد مر بفترة من الشك في العقيدة دفعته إلى دراسة الثقافة العربية والإسلامية وما يتصلُ بها من القضايا التشريعية والكونية والفلسفية، والتى أوصلته بدورها إلى اليقين الإيمانى ليقدم بعدها للثقافة العربية والإسلامية مجموعة من أهم المؤلفات، وتدلل «دائرة معارف القرن العشرين» على تفرُّدهِ كعالمٍ موسوعى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية