x

المجددون في الإسلام: الشيخ طنطاوي جوهري «حكيم الإسلام»

الأربعاء 08-07-2015 11:02 | كتب: ماهر حسن |
الشيخ طنطاوى جوهرى الشيخ طنطاوى جوهرى تصوير : اخبار

لقى كتابه «الجواهر فى تفسير القرآن الكريم» رواجا كبيرا فى العالم الإسلامى (عدا مصر)، وتمت ترجمته إلى اللغة الأردية فى كل من الهند وباكستان، ويقع فى 29 جزءا، فضلا عن المؤلفات العلمية والدينية، منها مهمة العلوم فى الفلسفة العربية، وموازنتها فى العلوم العصرية، النظام والإسلام، ونظام العالم، والأمم، وأين الإنسان، وجمال العالم، وفى نهضة الأمة وحياتها.

ومما لا يعرفه كثيرون أنه تقديرا للمسيرة العلمية والفكرية الغنية للشيخ طنطاوى جوهرى، فقد رشحه الدكتور مصطفى مشرفة، وعبدالحميد سعيد، عضو البرلمان، ورئيس جمعية الشبان المسلمين فى 1939، للتقدم للحصول على جائزة نوبل، وفعلا أرسلت وزارة الخارجية المصرية مؤلفاته مشفوعة بتقرير واف عن جهوده فى سبيل العلم والسلام العالميين وبشهادات من علماء عديدين من إنجلترا وإيطاليا وألمانيا، غير أنه توفى بعد هذا الترشيح فى 12 يناير 1940.

ووصفه الزعيم مصطفى كامل، بأنه «حكيم الإسلام»، وكان «جوهرى» فليسوفا وحكيما بمقدار ما هو عالم دين، وبهاتين الصفتين قد فسر القرآن الذى أثبت أنه دين الفطرة بما هو أكثر ملاءمة للطباع البشرية وموافقة للحقائق العلمية والنواميس الطبيعية. كما عنى بالموسيقى وتحدث عنها حديث الخبير بها، وربطها بالفكر الإسلامى فتحدث عن موقف الإسلام من الأغانى والفنون، وله كتابان وجههما إلى العالم حول السلام هما: «أين الإنسان» و«أحلام فى السياسة وكيف يتحقق السلام العام»، وكان واحدا من المصلحين الذين ربطوا بين جوهر الإسلام والنهضة الحديثة، وقد سار على نهج الإمام محمد عبده فى فهمه أن الإسلام هو دين العقل والفهم لا التقليد.

أما عن سيرته فتقول إنه ولد فى 1870م بقرية «كفر عوض الله حجازى» التابعة لمحافظة الشرقية، وألحقه والده بكتاب القرية لحفظ القرآن الكريم، وألحقه بالأزهر، والتحق بمدرسة دار العلوم عام 1889م، وتخرج سنة 1893م ثم عين مدرسا بمدرسة دمنهور الابتدائية، ثم عين مدرسا للتفسير والحديث سنة 1911م بمدرسة دار العلوم، واختير ضمن هيئة التدريس بالجامعة المصرية الأهلية ليلقى بها محاضرات فى الفلسفة الإسلامية، ومع بداية الحرب العالمية الأولى سنة 1914م نقله الإنجليز إلى مدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية، وهناك كون جمعية من الطلاب سمّاها «الجمعية الجوهرية» لبث الوعى القومى والثقافى بين الشباب السكندرى، وفى أكتوبر 1917م عاد إلى القاهرة للتدريس بالمدرسة الخديوية ثانية، وفى 1922م انقطع عن التدريس، فأوقف وقته وجهده على كتابة تفسيره «الجواهر» من 1922 إلى 1935، وقد جاء «الجواهر فى تفسير القرآن الكريم» فى نحو ستة وعشرين جزءا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية