x

المجددون في الإسلام..عبد المتعال الصعيدي: صاحب «تاريخ الإصلاح في الأزهر»

الأربعاء 01-07-2015 12:24 | كتب: ماهر حسن |
الشيخ عبد المتعال الصعيدى الشيخ عبد المتعال الصعيدى تصوير : آخرون

عُرف الشيخ الصعيدى بآرائه الثورية والتجديدية، وهو من أئمه التجديد فى الخطاب الإسلامى، وهو عالم لغوى من علماء الأزهر الشريف، وعضو مجمع اللغة العربية، وواحد من أصحاب الفكر التجديدى بالأزهر، ومن المنادين بالمنهج الإصلاحى فى التعليم والفكر والتجديد الدينى، وكان يرى نظام التعليم فى الأزهر مصابا بالعقم والجدب، ورأى ضرورة تطويره بما يلائم روح العصر لتخريج جيل من الأزهريين المجددين والمبدعين والبعيدين عن الجمود والتقليد والتعصب.

فى العام 1919 قدم كتابه «نقد نظام التعليم الحديث للأزهر الشريف» ونُشر فى 1924 وله نحو 49 كتابًا، منها «تاريخ الإصلاح فى الأزهر» و«حكماء اليونان السبعة» و«قضايا المرأة» و«الفن القصصى فى القرآن» و«المجددون فى الإسلام» وفيه ألقى الضوء على أهم الشخصيات المجددة فى الفكر الإسلامى.

وشارك الصعيدى فى العديد من المساجلات والمناقشات على صفحات الجرائد والمجلات حول قضايا الأدب وتاريخه، والإعجاز البيانى فى القرآن، وضرورة الاجتهاد فى الأصول، وخصائص الإجماع والوحدة الإسلامية، مع كبار رواد الكلمة، من أمثال محمد حسنين هيكل، وطه حسين، والعقاد، والشيخ يوسف الدجوى، وخالد محمد خالد، وأحمد فؤاد الأهوانى، والشيخ محمد الغزالى.

وكان للشيخ المجدد والمستنير سلسلة مقالات مهمة عن عبدالرحمن بن خلدون، وكان الأخير موضع سجالات فكرية واسعة بين رموز الفكر فى ذلك العصر منذ أوائل القرن العشرين، واشتبك كثيرون مع طه حسين بسبب أفكاره وآرائه عن ابن خلدون، وكان للصعيدى صوت بارز فى هذه السجالات، فكتب مقالات مختلفة ومغايرة عما طرح من أفكار وبلغة وطرح أكثر حداثة.

وفى كتابه «تاريخ الإصلاح فى الأزهر»، رفض الصعيدى محاولات البعض استقطاب الأزهر فى معركة وهمية بين المذهبين الشيعى والسنى، فى سبيل مكاسب سياسية بعيدة عن الإسلام، واشتبك مع أصحاب الرؤى الرجعية فى الأزهر، ومنهم من انتقد الشيخ المراغى لأنه يريد إصلاح الأزهر فى غيبة مجلسى الشيوخ والنواب، وبرغم انتصار الصعيدى للمراغى إلا أنه عاد وانتقده لأنه قال بعض ما أساء إلى الإمام محمد عبده، فكتب الصعيدى ردًّا مهذبًا، ينتصر فيه للشيخ الإمام محمد عبده، لكن مما يدلل على رؤيته التجديدية والإصلاحية للأزهر فقرة تشى بفلسفته فى هذا الاتجاه وفيها يقول: «كان الواجب أن يكون لنا الآن أزهر حديث كمصر الحديثة، لتنسجم مصر المدنية مع مصر الدينية ولا تعوق إحداهما الأخرى فى طريق النهوض، نعم كان من الواجب أن يكون لنا أزهرحديث له قدرة على حل المشكلات الدينية الحديثة، فلا يتركها حجرعثرة فى سبيل نهوض مصر بل فى سبيل نهوض العالم الإسلامى كله». هذا هو الشيخ عبدالمتعال الصعيدى المولود فى 7 مارس عام 1894 بكفر النجبا، مركز أجا بالدقهلية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية