x

المجددون فى الإسلام : الفارابى.. صاحب الفضل على الفلسفة الإسلامية وطرق الحكم

الثلاثاء 07-07-2015 11:39 | كتب: ماهر حسن |
 الفارابى الفارابى تصوير : اخبار

يعتبر الفارابى صاحب الفضل الأول على الفلسفة الإسلامية، وهو الذى وضع أساسها، ويعد أول فلاسفة الإسلام، وهو المعلم الثانى بعد أرسطو، وكان له الفضل فى الفلسفة الإسلامية، إذ قسمها إلى أقسامها المعروفة، كما كان له الفضل فى التجديد الفلسفى، وأول من عنى من فلاسفة المسلمين بإصلاح طرق الحكم فى كتابه «آراء أهل المدينة الفاضلة»، وإن كان قد تأثر فى كتابه بجمهورية أفلاطون، ورأى أن أفضل الحكومات هى التى تسيطر على الأمور الدنيوية والدينية للأمة، ويرى أن المدينة الفاضلة تشبه الجسد التام الصحيح الذى تتعاون أعضاؤه كلها على اكتمال حياته، غير أن هذه المدينة ليس شرطاً أن يكون رئيسها فيلسوفاً كما ذكر.

وللفارابى (أبونصر محمد بن محمد بن أزلغ بن طرخان) فضل فى التجديد فى إصلاح الحكم، والتجديد والابتكار فى الفلسفة الإسلامية، كما وضع كتاباً مهماً فى إحصاء العلوم والتعريف بأغراضها.

ولد الفارابى فى فاراب بأطراف فارس سنة 873 م، وتعلم التركية والفارسية والعربية واليونانية والسريانية وانتقل إلى بغداد، ودرس علوم الفلسفة ثم رحل إلى حران حيث تلقى علوم المنطق ثم عاد لبغداد وواصل دراسة الفلسفة، وكتب أرسطو التى قرأها أكثر من 30 مرة ثم رحل إلى حلب قاصداً سيف الدولة الحمدانى، فدخل عليه مجلسه الحافل بالعلماء والشعراء والأدباء، فأخذ يكلمهم فى كل فن حتى سكتوا وأخذوا يكتبون ما يقول، فعظم سيف الدولة قيمته ومكانته ثم سافر إلى دمشق وأقام بها وانكب على إنجاز كتبه.

وكان يؤمن بوحدة الحقيقة ويعتقد أن الحقيقة الطبيعية الفلسفية واحدة، ولا توجد حقيقتان فى موضوع واحد، بل واحدة، هى التى كشف عنها أفلاطون وأرسطو، ويرى أن كل الفلسفات التى تقدم منظومة معرفية ينبغى أن تحذو حذو أفلاطون وأرسطو، لكن بين أفلاطون وأرسطو تناقض أساسى، وكان الفارابى يعتقد أن فلسفة أفلاطون هى عين فلسفة أرسطو، ولذلك وضع كتاب «الجمع بين رأيى الحكيمين أفلاطون وأرسطو»، خلص فيه إلى أن كليهما يبحث فى الوجود من جهة علله الأولى، فعند الأول الوجود والعلل الأولى هى (المثل)، لكن عند الثانى (العلل الأربعة)، وكان الفارابى يرى فى كتابه أنه لا فرق، وحاول أن يوفق بين الفيلسوفين وقدم مجموعة من الأدلة ليقول إن هؤلاء كشفا الحقيقة وكل من جاء بعدهما يجب أن يحذو حذوهما.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية