x

والد شهيد أسوان: ابنى مات بطلاً وشقيقه رفض شهادة الإعفاء من التجنيد

الأحد 05-07-2015 11:09 | كتب: محمود ملا |
«المصرى اليوم» على مائدة إفطار الشهيد محمد خالد محمد شهيد أسوان «المصرى اليوم» على مائدة إفطار الشهيد محمد خالد محمد شهيد أسوان تصوير : اخبار

على مائدة الإفطار، فى منزلهم بمنطقة الإسكان الغربى، فى كوم أمبو، تجمعت أسرة الشهيد محمد خالد محمد، الذى استشهد فى الهجوم الإرهابى على كمين كرم القواديس، فى سيناء، أكتوبر الماضى، لكن مكان «محمد» على المائدة كان خالياً هذا العام.

صور الشهيد فى كل مكان هنا، على الحوائط، إلى جوار دروع تكريم للشهيد، وصورة وضعتها والدته على صدرها، لا تفارقها لتشعر به، مع كل دقة ونبضة من قلبها.

يقول والد الشهيد: «ابنى مات بطلاً، وهو يخدم وطنه، وكان يستعد لإنهاء خدمته، والتى تبقى عليها شهر واحد، وكان يفكر بعدها فى السفر إلى الإمارات، للعمل هناك مع شقيقى والدته، لأنه كان يستعد للارتباط، لتكوين أسرة، وكان يردد دائماً إذا رزقنى الله بمولود سأطلق عليه اسم (مازن) ولو بنت حاسميها (فريدة)».

الأب الذى يعمل موظفاً بمدرسة الشيخ عبدالعال الابتدائية، بقرية إقليت، قال: «الشهيد كان محبوباً وطيباً، وليس له أى خلافات مع أحد، وكانت جنازته مهيبة، وهذا دليل على حب الناس له».

آخر كلمات الشهيد كتبها فى مجموعة من التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعى، ومنها: «آه يا بلد أفضل من فيكى اتدفن، واعتبرونى شهيد، وحاسس إنى حرجع فى صندوق خشب، والنصر أو الشهادة».

ذكريات الأب مع ابنه الشهيد فى رمضان لا تتوقف، ويقول: «اعتاد الشهيد صوم رمضان منذ طفولته، وكان يفضل قضاءه فى المنزل، وأحياناً قبل الإفطار يذهب هو وأصدقاؤه وشقيقه عبدالرحمن، إلى ترعة كاسل للسباحة، والعودة قبل الإفطار».

«عبد الرحمن» شقيق الشهيد، طالب بالفرقة الثانية بكلية التربية الرياضية، رفض شهادة الإعفاء التى تمنح له، لأنه من حق الشهيد إعفاء من يليه من الأشقاء من التجنيد، وطلب تحويله للالتحاق بالكلية الحربية، حتى يستعيد حق شقيقه الشهيد، وحق الوطن، كما يؤكد والد الشهيد.

وناشد والد الشهيد، محافظ أسوان، بالموافقة على طلب تخصيص قطعة أرض، لبناء منزل للأسرة فى قرية إقليت، وتعيين «منار» شقيقة الشهيد، فى إحدى الوظائف بكوم أمبو، مشدداً على أن ذلك ليس تعويضاً، «لأن تراب الدنيا كلها لا تعوض التراب اللى بيمشى عليه»، على حد تعبيره.

تلتقط الأم، أطراف الحديث، وتحاول أن تتمالك نفسها، وتتغلب على دموعها التى سالت على خديها، وتقول: «عند سفره الأخير ودعنى على باب المنزل، وأوصانى بدفنه مع جده، وعلى غير العادة توجه لمنزل خاله، وأخذ يتجول به وبجميع الغرف، وقال لخاله: (إحنا بنضحى علشان إنتوا تعيشوا)».

تصمت الأم قليلاً، وتخرج من الحجرة، ثم تعود ممسكة بأجندة مكتوب فيها بخط يده، عدد الأيام التى كان يحتسبها لإنهاء خدمته، كتب بها «باقى من الزمن 160 يوم يا جيش».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية