حزن يملأ أرجاء المنزل أثناء إفطار أسرة شهيد القوات المسلحة صف ضابط «إسلام فرحات»، ابن قرية ميت عاصم بالقليوبية، الذى استشهد الأربعاء 4 فبراير الماضى خلال إحدى العمليات الإرهابية بالعريش.
فى منزل مبنى بالطوب الأحمر حديثا، تزين جدرانه صور الشهيد، داخل إحدى حارات القرية، أطلق عليها اسمه لاحقا، وعلى بعد عشرات الأمتار من المدرسة الإعدادى التى تحمل اسمه أيضا، استقبلنا والد الشهيد الحاج فرحات موسى فرحات، موظف بالوحدة المحلية بسندنهور مركز بنها، بحفاوة بالغة، قائلا إنه للمرة الأولى يأتى شهر رمضان هذا العام بدون نجله الشهيد «إسلام»، لذا لا يشعر هذا العام بطعم وحلاوة شهر الصوم بسبب فراق أعز ما كان له فى الوجود، ابنه الوحيد على ابنة وحيدة، مشيرا إلى أنه يشعر بفراغ كبير لا تملؤه الدنيا بأسرها.
يقول الأب إن الشهيد لم يكن ابنه فقط، بل كان بمثابة الأخ والصديق، الذى يشاركه كل أمور حياته، وكان يملأ المنزل فرحة وبهجة، وبعد رحيله عن الدنيا لا نشعر بطعم أى شىء، ولا يعوضنى عن فراق حبيبى سوى أخته الكبرى، لافتا إلى أن الشهيد كان يجهز أوراق تقدمه للالتحاق بالتعليم المفتوح بكلية الحقوق، وكان يحلم بليلة زفاف كبيرة يحضرها قائده فى الكتيبة برتبة لواء، ومحافظ القليوبية، إذ كان يبحث عن عروس، ولكن قضاء الله كان أسرع من كل هذه الأحلام.
واستطرد قائلا: «الشهيد رغم ذلك احتفل بآخر عيد ميلاد له وسط زملائه يوم 10 أكتوبر الماضى فى إحدى قاعات المناسبات دعا فيه كل أحبابه وأصدقائه، وكان يشعر وقتها بفرح كبير، وعندما سألوه عن كل هذه البهجة قال «أنا حاسس إن ده فرحى».
وقال إن أصدقاءه ورؤساءه فى العمل أكدوا أن الشهيد قبل استشهاده كان يردد أدعيه كثيرة، وأن كل من حوله كان يحبه حتى الحصى الذى كان يمشى عليه، فهو اجتماعى يحب كل من حوله ولا يفرط فى واجب، وكان كل من يعامله يبادله نفس الشعور، مشيرا إلى أنه لم يكن يتخيل كم الحب للشهيد إلا بعد استشهاده، ومن شدة الزحام لم يستطع الوصول للقبر أثناء دفنه. تتمالك والدة الشهيد نفسها بعد انهيار وبكاء لتؤكد أنها لا تشعر فى أغلب الأوقات أن ابنها الشهيد قد غادر دنيانا واستشهد، قائلة: بحكم طبيعة عمل «إسلام» كمتطوع فى الجيش لم يكن يحضر معنا شهر رمضان أو بقية أشهر العام كاملة، لذا دائما ما أشعر أن إسلام لم يمت، وأنه فى العمل وسيأتى لنا فى الإجازة، وحين أفيق وأدرك الواقع أنهار وأدخل فى نوبة بكاء شديدة.