فجأة بكت وهى تنادى على شقيق زوجها الشهيد: «يا عبدالعظيم تعالى المدفع ضرب»، بكت رشا أمام أولادها (عمرو، في الصف الثالث الابتدائى، وسيد وتوأمه على، 6 سنوات، وضحى، عامان)، وقالت: «أنا مش ولادى اللى يتامى بس، أنا كمان بقيت يتيمة بعد الشهيد حسن الله يرحمه».
تمسح رشا أحمد حسين (30 سنة) دموعها قائلة: «أنا النهارده سعيدة جداً إن (المصرى اليوم) هياكلوا من إيدى على طبلية الشهيد، وفى منزله الذي عاش وتربى فيه»، مضيفة: «كان بيحب أكلى والله، وبيحب أعمل له الرز بالطماطم ويقولى يا أم عمرو دى أحلى أكلة انتى بتعمليها، بحب آكلها من إيدك، وأنا النهارده عاملة على الإفطار الرز بالطماطم وبامية وكبدة بالبصل».
وكان على مائدة الإفطار زوجة الشهيد وأولادها وشقيق زوجها وحافظ محمد حافظ، مدرس، صديق الشهيد، الذي قال إن حسن كان يقدس عمله ولا يغتاب أحداً في حديثه، وبعد مغادرته القرية واستئجاره سكناً بشرق النيل كان يأتى لزيارة أشقائه ووالدته في الأيام التي تقضيها زوجته بمنزل العائلة، والجلوس مع أصدقائه، بالإضافة إلى حضور صلاة القيام معنا، وكذلك أيام العيد، لذلك قام شباب القرية بتنظيم مسيرة من أمام منزل عائلته عقب استشهاده.
وأحضرت زوجة الشهيد «الشاى» بعد الإفطار وقالت: «تزوجنا منذ 10 سنوات ورزقنا الله 4 من الأبناء وطوال تلك السنوات كنا نقيم بمنزل أسرته بقرية تزمنت الغربية بمركز بنى سويف، ومنذ عامين أبلغه عبدالعظيم أصغر أشقائه الأربعة رغبته في الزواج، فقرر ترك الشقة التي نقيم بها لأخيه وعرض علينا شقيقى الإقامة في منزله الذي أقامه بعزبة على حمودة بجزيرة أبوصالح شرق النيل بمركز ناصر، فوافق زوجى رغم بُعد المسافة عن مدينة بنى سويف مقر عمله، معتمداً على دراجته البخارية في الذهاب والعودة، حيث كان معيناً في حراسات المنشآت المهمة».
وتواصل زوجة الشهيد: «كان زوجى يتسم بحسن الخلق، حريصاً على أداء الصلوات الخمس، وفى صباح يوم الحادثة استيقظ مبكراً كعادته وصلى الفجر وظل بعض الوقت حتى الساعة السابعة والنصف، وعندها استيقظت، وقبل مغادرته المنزل إلى عمله في حراسة أحد البنوك على كورنيش النيل بمدينة بنى سويف قلت له (مش هتسمع كلامى وتروح شغلك بلبس ملكى علشان اللى بيحصل اليومين دول) فرد قائلاً: (الأعمار بيد الله، وما تدرى نفس بأى أرض تموت) وعقب خروجه رجع عشان يبوس ولاده، وقال لى خلى بالك من العيال لحد ما ارجع، ومكنتش أعرف إنه هيكون آخر حوار بينا».
وأضافت: «كرمتنى الجامعة ضمن احتفالية لأسر الشهداء وتم إطلاق اسم زوجى على المدرسة الابتدائية بقرية مصطفى طاهر التابعة لتزمنت الغربية مسقط رأسه، ولكن يتبقى موافقة المستشار محافظ بنى سويف على توفير فرصة عمل ومنحى وحدة سكنية».