x

اخبار .. وماذا عن معسكر الإرهاب فى غزة؟ اخبار الخميس 02-07-2015 21:19


أمس الأول، استيقظت مصر على فجيعة سقوط 17 شهيدا إثر الهجوم الذى شنه الإرهابيون على كمائن أمنية، وهو الأمر الذى تكرر فى نفس الشهر الكريم العام الماضى والعام الذى قبله. الأمر الذى يدفعنا للتفكير بشكل علمى واستراتيجى لعدم تكرار هذه الحوادث الإرهابية.

فى يوم 17 من رمضان، أى غداً، تحل الذكرى الثالثة لفاجعة مذبحة رفح الأولى، ذلك اليوم الأسود فى تاريخ حكم الإخوان الإرهابى. تأتى الذكرى مع استمرار تصعيد الجماعات الإرهابية عملياتها فى محاولة منها لإثبات الوجود تحت ضغط ونجاحات قواتنا المسلحة والشرطة فى إجهاض العديد من العمليات الإرهابية، كان آخرها عملية معبد الكرنك، وقبلها ما كشفته قوات حرس الحدود من محاولة تهريب طن T.N.T «مادة شديدة الانفجار» عبر أنفاق غزة، وتجدر الإشارة إلى الصلة الوثيقة بين فصائل فلسطينية فى غزة تزعم أنها منشقة عن حماس إلا أنها متورطة، منها تنظيم أنصار بيت المقدس، الذى أُعلن عقب سقوط نظام مبارك وتبين أنهم تدربوا فى معسكرات بغزة، وكان أغلب عناصره يعملون تحت راية إرهابية هى «التوحيد والجهاد» الذى أُسس عام 2001، وجدير بالذكر أن أغلب التنظيمات فى سيناء تنتمى إلى الفكر السلفى التكفيرى.

وستبقى حالة حماس علامة استفهام كبيرة، حاول الخبراء تفسيرها من حيث نشأتها ودورها فى تمزيق الكيان الفلسطينى، وتحويلهم القضية إلى متاجرة، أسوة بمنظمات إقليمية، منها حزب الله. وفى السياق نفسه، نذكّر القارئ بأنهم من ألقوا برفقاء السلاح من فوق عمارات شاهقة فى غزة، وكيف اجتازوا الحدود المصرية بالآلاف، فى بروفة جس نبض لاستقرارهم فى مدينة العريش (فبراير 2008)، وكان لضعف نظام مبارك وشيخوخته والادعاء بالحكمة أمام هذا الحدث أثر بالغ فى انتشار تلك الجماعات فى مصر، ولن نبكى على اللبن المسكوب.

لقد انكشف المستور، ففى غزة قيادات إخوانية هاربة من مصر، كما أن هناك معسكرات لتدريب الإرهاب «لا أملك رقما أعلنه عن كم الإرهابيين الذين قُبض عليهم واعترفوا بأنهم تدربوا فى غزة المختطفة»، وكشفت أحكام القضاء الأخيرة كيف تم تهريب عناصر هاربة من السجون عبر الحدود إلى غزة.

يبقى السؤال: ما الحل تجاه دول وجماعات تدعى المقاومة وتدعم الإرهاب ضد جيرانها، وجدير بالذكر أنه لم يتباكَ على الضربة الاستباقية المصرية بعد مذبحة المصريين فى ليبيا سوى غوغاء طهران وأنقرة وحماس وحزب الله، ولا يستطيع أحد أن يزايد على مصر، فلم نسمع عن شهيد من الفرس أو العثمانيين من أجل القدس لكنهم يدعمون المرتزقة والتنظيمات «الإرهابية» فى سيناء؟

لقد باتت الإجراءات الوقائية ضرورة ضد معسكرات الإرهاب فى العديد من البلدان العربية، وكنا قد استبشرنا خيراً بتشكيل قوة عربية لمكافحة الإرهاب.. آمل ألا تكون من أحلام اليقظة العربية.

وليبقَ مبدأ الاعتماد على الذات هو الأساس، نعم.. تسير مصر بنجاح فى تأمين حدودها، فهل يمكننا إقامة منطقة أمان منزوعة السلاح داخل حدود غزة؟ نظريا ممكن وعملياً، القرار بيد من يملك الإرادة وتنفيذه على الأرض ولا يوجد مستحيل، والمراقبون يؤكدون أنه بعد أن قامت مصر بضربتها الاستباقية لمواقع ومعسكرات إرهابية فى ليبيا انسحبت هذه التنظيمات هناك لمسافة طبقاً لتقديرات غربية لا تقل عن 300 كم غرباً.

لا ينكر أحد حجم المجهودات الجبارة التى تبذلها قواتنا المسلحة وشرطتنا فى حماية حدودنا وتأمين الجبهة الداخلية، لكن ثغرة الحدود مع غزة يبدو أنها أكبر كثيراً من عدد الأنفاق، هناك أطراف وفاعلون دوليون يظنون أنهم قادرون على إفشال القيادة السياسية فى مصر بعدما حققت ثورة 30/ 6 أهدافها، ونقول لهم: لقد انتخب الشعب رئيسا شرعيا للبلاد أنقذها من حمامات دم كان مخططا لها أن تحدث، لكن عناية الله أكبر من العم سام.

يقول التاريخ لقادة الجماعات الإرهابية إن مصر لها صبر «قد ينفد» فى لحظة حكمة وليس فى لحظة غضب، أمننا فى خطر، وفى ترتيب الأولويات، أمن سيناء قبل أمن من يتاجرون بالقضية، وأمن مصر قبل الجميع، ولتتحمل حماس مسؤولية عدم السيطرة حتى على كوادرها أو إيوائها لقواعد الإرهاب، وتواطئها مع أطراف إقليمية تهدف للإضرار بأمن مصر القومى.

ها هى أحكام القضاء العادل فى مصر تعلن للعالم بالأدلة والقرائن حجم الجرم الذى ارتكبه أولياء أمور بن لادن والظواهرى والبغدادى والشاطر ورفاقه، وأن قيادات الإخوان أدعياء المقاومة فى غزة استباحت دماء جنود وشعب مصر، الذى لطالما ضحى من أجل فلسطين.. إن معسكرات الإرهاب فى غزة إن كانت خارج سيطرة حماس فسيكون الحساب من قلب غزة التى ضجت من مآسى وفساد الأدعياء والمتاجرين بالقضية، وسيدفعون ثمنا غاليا، ووقتها لن ينفع الاستقواء بأنقرة وطهران، وستبقى مصر المدافع الأول والدائم عن فلسطين، وسيرحل المتاجرون إن آجلا أو عاجلا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية