x

هيثم دبور «أفيخاى» يتمنى لكم صوماً مقبولاً (3) هيثم دبور الثلاثاء 30-06-2015 21:25


حققت إسرائيل على مدار تاريخها القصير 3 ميداليات أوليمبية فى رياضة الجودو، أمر بديهى بعد نحو 60 عاما من إعلان الكيان الصهيونى دولته أن يمتلك رغبة محمومة للتواجد الدولى الذى يؤكد به شرعيته، وأن تتوالد أجيال جديدة لديها تلك الرغبة فى النجاح فى محافل عالمية تماما مثل رغبة الاستيطان، المشروع يسير بالتوازى بشكل كبير على عدة أصعدة اقتصادية وفنية وعلمية ورياضية، يمكن رؤية ذلك بسهولة فى تتبع سوق المال العالمية أو ترشيحات جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى، أو من خلال ميزانية البحث العلمى فى إسرائيل.

أمام الميداليات الثلاث الأوليمبية فى رياضة الجودو كان هناك موقفان مصريان مختلفان، الأول للاعب أحمد عوض حين رفض مواجهة نظيره الإسرائيلى فى بطولة العالم قبل عدة سنوات وانسحب، بعدها خرج الاتحاد المصرى للعبة يعلل انسحابه بمرض مفاجئ خوفا من عقوبات قد يفرضها الاتحاد الدولى على اللعبة ككل، وقتها احتفى البعض- والإعلام خصوصا- بموقف اللاعب واعتبره تعبيرا رمزيا عن المذابح والغارات التى تشنها إسرائيل على الأراضى الفلسطينية، الموقف الثانى كان للاعب الجودو رمضان درويش الذى تقبل مواجهة نظيره الإسرائيلى فى كأس العالم ببلغاريا هذا العام وانتصر على اللاعب، حينها احتفى البعض بموقف اللاعب وأفرد الإعلام عناوين على شاكلة «اللاعب المصرى الذى نكس علم إسرائيل» أو «اللاعب المصرى يلقن إسرائيل درساً».

الوضع المرتبك لاتحاد الجودو ليس استثناء لكنه الوضع العام لأغلب الاتحادات الرياضية التى يرفض بعض لاعبيها مواجهة إسرائيل فى بطولات عالمية اقتناعاً، ويوافق البعض الآخر محاولا تكتم الخبر أو عدم فضحه للإعلام إلا فى حالات الفوز، رمضان درويش نفسه خسر من نفس اللاعب الإسرائيلى قبل بضعة أعوام فتوارت القصة بالكامل عن الإعلام.

تتراجع الاتحادات عن قرار الانسحاب اقتناعا أحيانا بضرورة المواجهة الرياضية، أو خوفا من العقوبات الدولية فى أغلب الأحيان، ليكون هذا التستر والتطبيع الذى يتم فى الخفاء مادة خصبة لـ«أفيخاى» وأمثاله فى إعادة نشره عبر صحفه التى كانت بالعبرية سابقا، وصفحات التواصل العربية الآن من باب كيد المتابعين، وفضح ذلك التطبيع الخفى الذى يتباهى به وكأنه يقول: «شوفوا مؤسساتكم بتعمل إيه فى الخفاء من وراكم»، الموقف الضبابى والخوف من تحديد أو الاتفاق على موقف عربى، أو على أقل تقدير مصرى، واحد يدفع «أفيخاى» ليتغلغل ويجد المادة الخام الخصبة فى التباهى والاختراق، «أفيخاى» لايزال يعمل بدأب على مشروعه طويل الأجل.. فى الوقت الذى لانزال نحتفل فيه بالموقف ونقيضه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية