x

عن الحلقة (12) من «حارة اليهود»: الحاخام «المودرن» يساعد ليلى في ارتداء «الروب» (فيديو)

الثلاثاء 30-06-2015 06:48 | كتب: أحمد بلال |
الحاخام في مسلسل حارة اليهود الحاخام في مسلسل حارة اليهود تصوير : آخرون

بخطوات متثاقلة سارت ليلى برفقة الحاخام متجهين إلى معبدموسى بن ميمون طلبًا للبركة وشفاء الفتاة مما هي فيه، وموسى بن ميمون، المسمى المعبدعلى اسمه كان طبيب السلطان صلاح الدين الأيوبي، ويوجد في المعبدسرداب صغير كان يستخدم كحجرة للتأمل، وكان يستخدمها اليهود والمسيحيون والمسلمون لنيل البركات، فكان يقال إن من بات فيه ليلة يشفى من أمراضه، وأشهر من بات في هذه الغرفة كان الملك فؤاد.

وعلى الرغم من أن الديكور الخارجي للمعبدلا يشبه كثيرًا المعبدالحقيقي، كما أن صالة المعبدالتي ظهرت في الحلقة الأولى كانت خالية من الكراسي التي تستخدم أثناء الصلاة، رغم أنه معبدرباني، إلا أن القائمين على العمل في الحقيقة نقلوا بدقة بالغة ديكور غرفة التأمل الموجودة في المعبد، حتى أنهم استخدموا الألوان نفسها، ولولا أن البئر أبعد عن مكانه قليلا، لكنت اعتقدت أن التصوير تم في المعبدفعليًا.

على كل حال، قبل ذهاب ليلى مع الحاخام إلى المعبد، ذهب الحاخام لها إلى المنزل كي تذهب برفقته، وهو أمر مستغرب، فالطبيعي أن تذهب ليلى إلى الحاخام وليس العكس، أيضًا يبدو أن الحاخام نفسه حاخام مودرن، بعض الشيء، والأسرة المتدينة تتخلى عن تدينها هي الأخرى بعض الشيء، فالحاخام يدخل غرفة نوم ليلى وهي بقميص النوم، ويعطيها الروب كي تلبسه، أما هي فتقف أمامه هي وأمها المتدينة دون غطاء رأس.

ويُحسب للمؤلف في هذه الحلقة، إظهاره تأثر البعض بأفكار الإخوان المسلمين في هذه الفترة، حتى لو كانوا غير منظمين في الجماعة، مثل فاطمة شقيقة الضابط على، التي استشهدت بآية قرآنية تتحدث عن كراهية اليهود للذين آمنوا، فيرد على متحدثًا عن أن أسباب النزول، وأن الآية نزلت في يهود معينين، وفي زمن معين.

والحقيقة أن الاعتقاد الشائع بأن اليهود يمثلون شعبًا واحدًا يبدأ بأبناء النبي يعقوب، وحتى بنيامين نتنياهو، مرورًا بيهود خيبر، هو الركيزة الأساسية في الصهيونية، واستطاع المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند، الأستاذ بجامعة تل أبيب، والمحسوب على تيار المؤرخين الجدد المعارضين للصهيونية، تفنيد هذا الادعاء، وأكد في كتابه الذي يحمل عنوان «اختلاق الشعب اليهودي»، أن يهود خيبر وبني النضير وقينقاع، هم قبائل عربية اعتنقت الديانة اليهودية عبر من خلال التجار اليهود، وأنهم كانوا يحملون أسماء عربية محلية، وليست الأسماء التي وردت في التوراة.

وبمناسبة الأسماء، من المهم الإشارة إلى أن إسرائيل في بداية تأسيسها أقرت قانونًا لعبرنة الأسماء، بمعنى تغيير أسماء كافة المهاجرين إلى إسرائيل إلى أسماء من التوراة، للإيهام بأن اليهود شعب واحد ممتد منذ يعقوب إلى ديفيد بن جوريون في ذلك الوقت.

نجح االمؤلف في هذه الحلقة في توضيح التعددية داخل الأسرة الواحدة، حتى أن الأسرة الواحدة من الممكن أن يكون بها شخص يعتنق فكر لا يؤمن بمصر وطنًا، فكما أن أسرة هارون اليهودية المصرية بها موسى الصهيوني، الذي لا يؤمن بالوطن، وليلى المتمسكة بمصريتها، فإن أسرة الحسيني المسلمة، بها على الضابط الوطني في الجيش المصري، وفاطمة، وهي في طريقها لاعتناق الفكر الإخواني، وهو فكر لا يؤمن بالوطن، كما أقر حسن البنا بقوله إنه لا وطنية في الإسلام، وكما أقر أيضًا سيد قطب بقوله إن «الوطن حفنة تراب عفنة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية