اليوم لابد أن نتذكر الدور التاريخى للمستشار «خالد محجوب»، رئيس محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية، المعروف إعلاميا بقاضى «اقتحام السجون»، وأن نسطر بأحرف من ذهب دوره الوطنى فى تاريخ مصر.
إنه الرجل الذى تصدى لكل محاولات الترهيب لإغلاق قضية وضعت بين يديه أول خيوط كشف مؤامرة اقتحام سجن وادى النطرون، والمخطط الكامل الذى تم تنفيذه فى توقيت واحد فى سجن أبوزعبل وسجن الفيوم وسجون أخرى!
لم يستسلم المستشار «محجوب» لمحاولة النيابة العامة، تحت رئاسة النائب العام «الملاكى للإخوان» المستشار «طلعت عبدالله»، لإغلاق القضية.. وتصدى لامتناع المحامى العام لنيابات الإسماعيلية عن تنفيذ قرار المحكمة باستدعاء الشهود.. وأعلن على الملأ (أن المحكمة ترفض طلب النيابة بإغلاق ملف الدعوى، ووفقا لسلطاتها المخولة قانونا، كما جاء فى نص المادة 291 من قانون الإجراءات الجنائية، تأمر من تلقاء نفسها فى أثناء نظر الدعوى بتقديم أى دليل تراه لظهور الحقيقة، بما فيها شهادة الشهود).
كان القاضى الجليل يعلم أن تاريخ مصر بين يديه، وأنه فى سبيله لكشف أسوأ سيناريو خيانة وتآمر على الأمن القومى المصرى.. وربما كانت تلك القضية ودور القضاء الشامخ فيها هو أول مسمار فى نعش جماعة الإخوان.
كل قرار اتخذه المستشار «محجوب» كان محفزا لوسائل الإعلام على كشف المؤامرة، ورغم تواطؤ «دولة المرشد» لطمس معالم الحقيقة، بدأ النور يكشف خفافيش الظلام.. الذين حُكم عليهم مؤخرا بالإعدام.. أو طبقا لتقرير «مفتى الديار المصرية»، جاءت أحكام الإعدام والسجن المؤبد، التى صدرت الأسبوع الماضى عن محكمة جنايات القاهرة، بحق المعزول «محمد مرسى» وأكثر من 100 شخص آخرين، فى قضيتى «التخابر»، و«اقتحام السجون».. جاءت لتطبق عليهم «حد الحرابة»، فكما رأت دار الإفتاء «أنه يتعين إنزال حكم الله تعالى على كل من يثبت أنه ارتكب فعلاً من تلك الأفعال أو اشترك فيها بالقتل حداً حراباً جزاءً وفاقاً».
الآن نتذكر شهداء الاتحادية ومحمد محمود والمقطم، نتذكر «صابر» الذى تم سحله أمام قصر الاتحادية، نشعر بأن أرواح رجال الشرطة والجيش ترفرف حولنا وهى تردد قول المولى عز وجل: «وَلَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِى الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (سورة البقرة- 179).
بعد ثورة 25 يناير طالبت بمحاكم ثورية لكل من زرع الفساد والاستبداد فى أرض مصر.. لكن بعدما ذقنا رصاص «ميليشيات الإخوان» الأعمى، ودستورهم العفن، وتوطينهم خلايا الإرهاب فى أراضينا، وتأجير الوطن من الباطن لأعوانهم ومموليهم.. والآن لو كان الأمر بيدى لطالبت بشنقهم فى قلب «ميدان التحرير».
ربما تهدأ قلوب أمهات الشهداء والأرامل والأيتام، أو يرتدع كل ظالم وخائن وعميل.. فكيف زرعوا بقلبى المتسامح تلك الوحشية؟!
أعلم أننا فى بداية شهر رمضان، وأن مشهد التنكيل بجثة «القذافى» أدمى قلوبنا، وأن كلماتى السابقة مجافية لحقوق الإنسان، خالية من الرحمة، وأن كثيرا من الدول ترفض عقوبة الإعدام على أراضيها.. لكننى مستَفَزة إلى درجة الجنون!
ربما من أمثال «محمد الجوادى» و«نادية أبوالمجد» و«أيمن نور».. وكل أذيال الإخوان الذين قايضوا الوطن بدولارات (إخوان- قطر- تركيا).. من وقاحتهم وتطاولهم على قضاء وشعب مصر.
مستفَزة من «أردوغان»، الذى يقمع شعبه، ويصف الأحكام بأنها «مذبحة للقوانين والحقوق».. من مناضل «تويتر» «علاء الأسوانى»، نصير الإخوان!
لكننى لن أزيد عما ورد فى بيان وزارة الخارجية حول قضية التخابر، التى تعد أكبر قضية تخابر فى تاريخ مصر، حيث قال البيان: (إن جماعة الإخوان خططت لإرسال عناصر إلى قطاع غزة الذى تسيطر عليه حركة حماس، لتدريبهم من قِبَل كوادر من حزب الله والحرس الثورى الإيرانى، ثم الانضمام لدى عودتهم إلى مصر لجماعات متشددة تنشط فى شمال سيناء).. وهى الكارثة التى نعانى منها حتى الآن.
أما الأحكام القضائية التى صدرت مؤخرا فهى ليست باتة، ويحق للمتهمين الطعن مرتين على الأحكام أمام محكمة النقض وفقاً للمواعيد المقررة قانوناً.. هذا إن تخلوا عن جبنهم ومؤامرتهم على مصر من الخارج ورفاهية العيش فى كنف «قطر وتركيا».. وسلموا أنفسهم إلى العدالة فى مصر!!
لكنهم مرتزقة يتاجرون بسمعة الوطن فى بورصة «الشرعية والشريعة»، ويتغير مؤشر إرهابهم «صعودا وهبوطا».. طبقا لرغبة الممول!!