x

جمال الجمل من مواطن صالح للرئيس (وقفة حساب مع السيسي -2) جمال الجمل الثلاثاء 09-06-2015 21:38


كتبت مقالي السابق بعنوان «وقفة حساب مع السيسي»، ووضعت بعد العنوان رقم واحد بين قوسين هكذا (1) لتوضيح أن هناك سلسلة مقالات تالية تحت نفس العنوان.

اتصل بي أحدهم متسائلا: انت ناوي تهاجم الريس؟

قلت: ناوي أحاسبه، أليست المحاسبة ضرورة لمراجعة السلطة وتصحيح أدائها؟

قال: ما بين الخيرين حساب، وانتوا من الأخيار

قلت: إن كنتوا إخوات اتحاسبوا

قال: مالك تهاجم الرئيس في الفترة الأخيرة، وأنت تدرك حجم الصعوبات والأزمات، لقد تسلم البلد بعد أن رهنت الحديدة!

قلت: لا أهاجم، أنا أحذر، وأنبه، وأسعى للمساعدة، وفي اعتقادي أن الحساب والنقد عامل مهم في إعانة الحاكم، فالرؤية من داخل القصر لا تكفي لحاكم عادل، بل إنها في معظم الأحيان تصبح هي العماء نفسه.

قال ضاحكا: ريحني وفهمني الخلاصة، يعني إنت لسه داعم للسيسي؟

قلت بجدية: أنا أدعم مصر، لا أدعم أشخاصا، وليست لدي علاقة مباشرة مع النظام، ولن تكون، لقد صممت حياتي مبكرا أن أعيش كمواطن صالح يعرف ما له من حقوق، وما عليه من واجبات، ويعرف أن محاسبة المواطن للحاكم حق وواجب معا، وأظن أن الرئيس فور عودته من المجر قال بنفسه إنه «على أتم الاستعداد للمحاسبة من جانب المواطنين».

خلال الساعات والأيام التالية، ظاطت الدنيا بالحديث عن إنجازات العام الأول من حكم السيسي، الصحف نشرت ملفات مطولة، والرئاسة أصدرت تقريرا، والجيش أصدر بيانا عن الإنجازات العسكرية، والحكومة قالت، وفضائيات التأييد، وخبراء الأرقام والتدبيج والرقص في الأفراح.

في المقابل عزفت القوى المضادة موسيقاها الجنائزية، وكررت أناشيد الفاشل، القمعي، الدموي، قائد الانقلاب.

تابعت زفة التأييد، كما تبعت جنازة اللطم والتعديد، فلم أجد كلمة موضوعية تطمئن على المستقبل، الفريق الأول يتغنى بالإنجازات كأن مصر خرجت من محنتها وصارت «أد الدنيا»، والفريق الثاني يثير الغبار والبلبلة ويسىء لكل شىء في مصر بما في ذلك صورته وحاضره ومستقبله هو نفسه.

في المنتصف وقف الرئيس بكل طيبة وبساطة يذكرنا (فيما عرف بمبادئ جمهورية الخامسة صباحا) بصعوبة الظروف التي تسلم فيها البلد، وينبهنا إلى شروطه المسبقة للترشح، والتي يمكن تلخيصها في سؤال غائم: «هل تستطيع أن تتحمل أيها الشعب؟».

نعم يا سيادة الرئيس نستطيع..

لكننا لم نتفق إلى متى؟

ولم نتفق من أجل ماذا؟

ومن أجل من؟

أعتقد أن الخلاف في الطريق قد أثار الكثير من الشكوك في الأهداف بيني كمواطن صالح وبين سيادتك كرئيس أتمنى أن يكون صالحا أيضا.

سيادة الرئيس: لا تحير المواطن الصالح الذي وثق فيك شخصا وقائدا، إنه يا سيدي يريد أن يطمئن على التوجهات، ليطمئن أن صبره اليوم سيطرح الخير له ولأولاده غدا، ولن يأتي من يسرقه ويستعبده، وحينها لن تنفعه الرافال ولن تطعمه القناة الجديدة.

يا سيادة الرئيس.. أنا متعب، وحائر، وأشعر بالقلق، أراهن على أمل طيب توسمته فيك، وأتمنى ألا يتحول إلى سراب، أراهن على مصر عفية نقية تزدهر فيها الحريات وينكمش الفساد، لا أريد يا سيادة الرئيس أن يكبر في دولتك الفساد وتضييق أرزاق العباد.

من جانبي لن أقطع طريق الأمل، فلا وقت للحساب وسط هذه البلبلة، لكن المواطن الصالح يوصيك حتى لا يفرقنا ما جمعنا:

الناس.. الناس

العدل.. العدل

العيش والحرية والكرامة يا سيادة الرئيس

وكل عام ومصر بأمل وخير

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية