x

حمدي رزق ..وسلاماً على يارا سلام وأخواتها حمدي رزق السبت 30-05-2015 20:12


لن ننساكم، كلما طالعت وجه السجينة الرقيقة «يارا سلام» في «بوست» على «فيسبوك»، أذكّر الرئيس ببناته وشبابه وراء القضبان، محكومين بأحكام متنوعة وفى قضايا تظاهر سلمى، لا يستوى الذين يقتلون ويفجرون والذين يتظاهرون ويحتجون، هذا قتل وهذا رفض، والرفض السلمى لا يستوى بالقتل العمدى.

أعتقد أن ما مر من عقوبة قضاها هؤلاء وراء القضبان كاف، والعفو الرئاسى عنهم ضرورة وطنية، والمطالبات الحثيثة للقوى السياسية بالإفراج عن هؤلاء تستحق نظرة رئاسية منصفة وعادلة، التفرقة بين الإخوان المجرمين والشباب الوطنيين في مفرق وطنى مهم، يوم 30 يونيو القادم من متطلبات المرحلة الراهنة.

في ميزان حسناتك سيادة الرئيس، وحكّم ضميرك، واستمع إلى صوت أبوتك، كن لهم لا تكن عليهم، ولا يجرمنكم شَنَآنُ قَوْمٍ، الوعود الرئاسية لا تسمن من جوع إلى اختراق رئاسى في هذا الملف المسكوت عنه يأسا من الاستجابة لمطالبات لا يستمع لها، وقنوطاً من دعوات لا يستجاب لها، ورجوات لا محل لها في ظل محاذير فضائية صارخة تتكئ على تقارير أمنية مبهمة يشوبها شك عميق في إمكانية احتواء غضبة الشباب.

غير صحيح أن السجن تأديب وتهذيب وإصلاح في حالة هؤلاء، هؤلاء صالحون ومهذبون، فقط غاضبون، والسجن يزيدهم غضباً على غضب، ويورثهم ضيقاً بكم، وبنا، وبالبلد، وفى غضبتهم يُصفّونهم رغم أنوفهم في صف الإخوان المجرمين، وهم من خرجوا مع الخارجين عليهم في 30 يونيو، ليس تعاطفا معهم، ولكن كراهية فينا، نكاية فيكم.

انحياز الرئيس للشباب «خطابة» يظل كلاماً معلقاً في الهواء، وحديث الإفراجات عن دفعات متوالية من الشباب أخشى أنه توقف عند حدود الدفعة الأولى، وأن وعد الرئيس بالعمل على «فكفكة» هذا الملف و«حلحلة» وضع هؤلاء ذهب أدراج الرياح في طرقات أمنية وعدلية، أخشى أن المبادرة أجهضت في مهدها، وبقى هؤلاء خلف القضبان إلى أن يتعطف السجان.

وحتى لا يُفهم ما نقول خطأ، من تورط في عنف أو حرق أو تدمير أو اعتداء على شرطة أو جيش خارج هذه المطالبة، هنا أضرب مثلاً بـ«يارا سلام» وأخواتها، لا يستنيم جنب، وينام صاحب ضمير، وفتيات في عمر الزهور وراء القضبان في لباس بيضاء، ينتظرن شروق شمس الحرية من كوة أعلى حائط مصمت ذهب لونه من سح الدموع مالحة من قيعان العيون الحزينة.

ثانية وثالثة ورابعة وحتى عشرة حتى لا يخرج علينا الثعالب من الدغل الفضائى تقطع الطريق على مبادرة الرئيس، نطلب مراجعة ملف هؤلاء، ومن يثبت عليه جرم يعاقب، ومن كان سجنه تظاهراً، كفى مدة سجنه، أعتقد فيها عقاب كافٍ، لا تحولوا الشباب إلى قطط مشتعلة تسرح في الحقل المبلل بالبنزين فتشعل البلاد ناراً، كونوا برداً وسلاماً، وسلاماً على يارا سلام وأخواتها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية