x

الدكتور مصطفى النجار عيدهم فى السجن.. يارا سلام الدكتور مصطفى النجار الإثنين 06-10-2014 22:01


هى البنت القمر دى مسجونة ليه؟ هى إرهابية ولا عملت إيه؟ كان هذا سؤالاً طرحته سيدة خمسينية على فتاة وقفت تصوِّر نفسها (سيلفى) بجوار صورة للمعتقلة الشابة يارا سلام تم لصقها على لوحة إعلانات فى منطقة المهندسين، أجابت الشابة العشرينية: لا يا طنط دى مش إرهابية دى معاها ماجستير فى القانون من أوروبا وباباها شاعر ومترجم ومامتها مترجمة. أمال مقبوض عليها ليه يا بنتى؟ أصلها نزلت الشارع من 3 شهور شايلة يافطة كرتون بتطالب فيها إنهم يطلعوا الشباب المظلومين اللى اتقبض عليهم قبل كده فراحوا قبضوا عليها هى كمان! يعنى مش هتعيد مع عيلتها وهتفضل فى السجن كده؟ آه بقالها أكتر من 100 يوم مسجونة وما اتحاكمتش، تتحاكم على إيه يا بنتى هى كده تبقى عملت حاجة، واحدة نزلت تقول طلعوا الشباب المظلومين يقوموا ياخدوها هى كمان! حسبى الله ونعم الوكيل، ربنا يصبر قلب أمها.

كان هذا جزءاً من حوار حقيقى ومثله حوارات أخرى مشابهة كان سببها استيقاظ سكان القاهرة والجيزة أول أيام العيد على صور للشباب والبنات المعتقلين تم لصقها على عدد من لافتات الدعاية المثبتة فى شوارع شهيرة وميادين عامة، حملة (عيدهم فى السجن)، لم تكن حملة سياسية وإنما كانت حملة إنسانية فى المقام الأول تخاطب المواطن الذى تصب أبواق إعلام الثورة المضادة فى رأسه جرعات مكثفة من الإفك والتشويه لهؤلاء الشباب البرىء الذين لا جرم لهم سوى مناصرة المظلوم ورفض الظلم والمطالبة بالحرية.

كل من فجعتهم براءة وجه يارا سلام وسناء سيف وسلوى محرز وغيرهن من أروع بنات مصر سيشعرون بمرارة وهم يجلسون فى أيام العيد وأبناؤهم حولهم، بينما هناك أسر مصرية مكلومة حيل بينهم وبين أبنائهم بلا ذنب اقترفوه سوى أنهم أحبوا هذا الوطن وطالبوا بالحرية والكرامة والعدالة لكل أبنائه.

المؤلم فى قضية يارا وسناء ورفاقهما أن البطش طال المدافعين عن الحريات أنفسهم اعتقادا أن تكميم هذه الأفواه سيخلق حالة الصمت والهدوء الذى يريده من يعتقدون أن حقوق الانسان رفاهية يجب أن تتخلى عنها الدولة، ويجب أن يغض الجميع الطرف عن أى انتهاكات لأن هناك معركة أهم من كرامة الإنسان هى معركة الإرهاب.

مر عام وأكثر لم ننجح فى القضاء على الإرهاب الذى تتجدد ضرباته كل يوم، وخرجنا بصفحة سوداء تمثل وصمة فى تاريخ حقوق الإنسان فى مصر مازالت تداعياتها تمثل خطراً بالغاً على إيمان البعض بجدوى السلمية، وحتى الآن لا نجد صوت عقل من داخل السلطة يتحرك لإيقاف هذه المهازل التى لم تعد خافية على أحد، ولم تفلح محاولات التجميل الإعلامى فى تزييف الحقائق وتخفيف وطأتها.

إن أكبر إساءة لمصر هى بقاء قانون التظاهر المعيب بصيغته الحالية واستمرار الحرب على جيل الشباب والتنكيل بهم وعدم احترام تمسكهم بالسلمية ووضع كل المختلفين فى مربع العداوة ومنصة الانتقام، سيدفع الوطن ثمن هذه السياسات، ربما ليس الآن ولكن المؤكد أننا نسير للهاوية حين نجعل هؤلاء الشباب الوطنى أعداءً للوطن رغم أنهم بناة المستقبل وأمل الغد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية