x

رجب جلال حقيقة إسلام وعرب شركس رجب جلال الخميس 28-05-2015 21:48


بكل المقاييس الظرف ليس مناسباً لتجاهل الشائعات التى تحيط بأى قضية، فالدولة التى تريد أن تكون محترمة وعادلة وتطبق القانون، لابد أن تتصدى لأى أنباء تتردد هنا وهناك عن أمر ما، أقول ذلك بمناسبة الجدل الدائر حول مقتل الطالب بكلية الهندسة إسلام عطيتو، فالضعف الواضح فى حجج أجهزة الأمن حول وفاة الطالب يعطى الفرصة لكل متربص بالدولة أن يطعن فيها وفى قراراتها بل فى محاكماتها، ومهما كانت هذه الهمهمات تتكاثر على مواقع رغى تافهة، فإن الدولة مسؤولة عن وأدها بإعلان الحقيقة، أو الاعتراف بها مهما كانت العواقب.

هل قتلت الشرطة إسلام فى مواجهات داخل أحد الأوكار الإرهابية كما تقول؟ إذن أين هذا الوكر؟ وأين تسجيلات تلك المواجهة؟ وبماذا ترد على تأكيد زملائه وأساتذته بأنه أدى الامتحان؟ لن يضير الدولة إذا أعلنت الحقيقة كاملة حتى لو كانت ضدها، فالاعتراف يجعل الناس تحترمها لأنها أقرت بالخطأ ولم تتستر عليه مهما كان فاعله، أما الصمت فيزيد من «التلسين» عليها ويجعل «سيرتها» على كل لسان.

نفس الأمر بالنسبة لتنفيذ حكم الإعدام فى 6 متهمين فى القضية التى عرفت إعلامياً باسم «عرب شركس»، فما يتردد فى المواقع الإخبارية والسياسية كارثة بكل المقاييس، ولا يمكن السكوت عنه لأنه يلوث ثوب الدولة ويغرس رأسها فى الوحل، ولذلك لا بد أن تنتفض وتضع حداً لكل ما يقال فى هذه القضية، فهل- بالفعل- الذين تم تنفيذ حكم الإعدام فيهم سبق القبض عليهم قبل واقعة عرب شركس نفسها بنحو 3 أشهر، أم أنه تم القبض عليهم أثناء اقتحام عرب شركس بتهمة مقاومة السلطات، وثبت أنهم وراء الهجوم على كمين الشرطة فى منطقة مسطرد بالفعل؟ لا بديل أمام الدولة بكل أجهزتها عن إجابة هذه الأسئلة، ووضع نهاية لكل الاتهامات التى تطالها، فالرصاصة التى لا تقتل تسبب صداعاً على المواقع وفى الصحافة والفضائيات، والأهم فى قصور حكم الدول المعادية لمصر الجديدة بعد تماثلها للشفاء من مرض الإخوان.

واقعة أخرى تستحق الرد بكل قوة لأنها تتعلق بما تبقى من تلك الجماعة البغيضة، وتوابعها فى المنطقة، خاصة فرعها فى فلسطين المسمى حركة «حماس»، هذه الواقعة هى قرار محكمة جنايات القاهرة إحالة أوراق المتهمين فى قضية الهروب من سجن وادى النطرون إلى مفتى الجمهورية، فأقل التعليقات التى صدرت بعد القرار كانت سخرية من مصر؛ نظامها وقضائها وأجهزة التحقيق فيها، حيث قال الساخرون إن من بين المتهمين فى القضية موتى منذ سنوات بعيدة، ومنهم المعتقلون فى سجون الاحتلال الإسرائيلى منذ فترة طويلة سابقة على واقعة اقتحام السجون المصرية إبان نكسة يناير، فهل ما تقوله حماس حقيقة أم هى إحدى وسائل الحرب النفسية التى تجيد استخدامها، هل هناك تشابه أسماء بين المتهمين فى القضية، وشخصيات حقيقية فى صفوف الحركة؟

لا يمكن الصمت أمام كل هذا اللغط سواء فى قصة إسلام، أو قضية عرب شركس، أو الإحالة للمفتى، ففى جميع الأحوال الدولة أمام مسؤولية كبرى للدفاع عن صورتها أمام شعبها، وأمام العالم.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية