x

غادة شريف أن يكون على قلبك مراوح! غادة شريف الخميس 28-05-2015 21:48


شوف يا حمادة، ليس هناك أى مانع ولا حائل من أن تكون إنت عايش فى الروقان بينما الدنيا مقلوبة من حولك عاليها واطيها.. نرى هذا السلوك كثيراً.. الشاب الذى يضع فى أذنيه السماعات وينفصل تماما عما يدور حوله حتى لو بيتهم بيتهد.. أو نرى هذا المنغلق على نفسه وقاعد على النت فلا يعير أى اهتمام لمن جاء أو ذهب خارج الأربعة جدران التى يتشرنق فيها.. لكن أن تتبنى بعض المؤسسات هذا الروقان ويكون على قلبها هى أيضاً مراوح فهذا معناه أننا نتدحرج بخفة ودلع فى اتجاه الدولة الفاشلة!.. هل تقدر تقولى مثلاً ما هو أسوأ وأبشع وأدنى من أن يقوم بعض الطلاب بمحاولة اغتصاب مدرستهم؟.. أعتقد أنه لا يوجد أدنى ولا أقذر من هذا السلوك.. وأعتقد أيضاً أنه لا توجد مبررات فى الكون يمكن أن تبرر هذه الدناءة، فكيف إذن بالله عليك يظهر لنا المجلس المش عارف إيه للأمومة والطفولة ينادى بعدم معاقبة هؤلاء الطلبة البلطجية ويدعو لإعادة تأهيلهم؟!!.. والله العظيم يا حمادة الواحد أصبح لا يخشى على البلد إلا من هؤلاء.. دعاة التحضر ودعاة الديمقراطية!.. همَّ دول اللى هيودوا البلد فى داهية، وإبقى إفتكرنى ساعتها!.. المؤلم واللى يغيظ هو التعامل الرخو لوزارة التربية والتعليم مع الواقعة.. الوزارة مشكورة تفضلت بمعاقبة المشرف الذى تستر على الجريمة بمنعه من الإشراف على الامتحانات!!.. يا صلاة النبى!!.. هل مثل هذا الرجل ينفع مدرس أصلاً؟!.. أما الطلبة فتم حرمانهم من امتحان العام!!.. يا واد على الشدة والحماشة.. ولماذا لم يضربوهم على إيديهم لسعتين بطراطيف الأصابع ويقولوا لهم «كده كخ»؟.. وكأن الحرمان عاماً من الدراسة هو عقوبة مؤلمة لهؤلاء البلطجية!!.. ده تلاقيهم عملوا فرح ووزعوا الشربات!!. ماذا نتوقع إذن بعد هذه القرارات الرخوة فى هذا الموضوع؟.. أنا شخصياً أتوقع أن كل طالب متغاظ من مدرسته سيحاول اغتصابها.. الأشد غرابة أن لا أحد علق على ضعف العقوبات التى تم اتخاذها فى هذا الشأن وكأن المفروض إننا نبوس إيدينا وش وظهر على خطوة اتخاذ العقوبات بغض النظر عن ضعفها!!.. هو إحنا المفروض يا حمادة نتحايل على الحكومة أد إيه حتى تتخلى عن رخاوتها وتتعامل بشدة؟.. إحنا بقالنا سنة بنتحايل، فهل المفروض نقضى بقية الأربع سنوات توسلاً للحكومة حتى تنشف؟.. كيف لم تقشعر أبدان أعضاء مجلس الوزراء المبجلين عند سماعهم لهذه الواقعة؟.. وكيف لم يطالبوا وزير التعليم بأن يتخذ إجراءات أشد حزماً؟.. ماذا يتبقى لنا إذا حتى المدرسات يتم محاولة اغتصابهن من الطلاب؟!.. دى تبقى بلد شكلها إيه دى؟!..

ولا أقصر كلامى عن المراوح على الحكومة فقط، هناك أيضاً يا حمادة بعض السياسيين الذين على قلبهم أجهزة تكييف!.. هؤلاء الذين ما إن صدرت أحكام قضايا الإخوان بتحويل أوراقهم للمفتى وجدناهم على الشاشات ووسائل التواصل يدفعون بأن الإعدام ليس هو الحل!!.. والله؟.. طب إيه الحل فى نظرك يا ضنايا؟.. نجيبلهم لعب وحاجات؟ أم أن نتركهم يستمرون فى قتل جيشنا وشرطتنا طالما صحتهم مساعداهم؟.. ما هذه النوايا العفنة التى فجأة تنفجر فى وشنا كده؟!.. طبعاً هناك من حب يلعبها سياسة وظن أن قرار المحكمة بتحويل القضية للمفتى سيقيم الدنيا ولن يقعدها فأراد أن يحجز لنفسه «كرسى» مقدماً فيما ظن أنه سيكون ثورة ثالثة.. وهناك من يريد أن يسوق نفسه لدى الغرب فربما يضعونه فى لستة اللى بيقبضوا مظاريف.. وللأسف كلهم يتمنون إفشال الدولة!.. أعتقد أنه فى منتهى الغباء كل من يظن أنه إذا فشلت الدولة سيكون له مكان فيها.. إذا فشلت الدولة يا حمادة فكلنا سيقع على أدمغتنا هذا الفشل.. ولن ينجو منها أحد.. لا السياسى فلان ولا الناشط علان، مهما تفننوا فى التويتات التى تنتقد النظام الحالى أو تحرض عليه.. إنهم مجرد كروت يتم اللعب بها وستحرق فى آخر اللعبة.. لكن فى النهاية يا حمادة.. إذا كان هؤلاء الذين يتمنون فشل الدولة يرون أمامهم حكومة على قلبها مراوح قاعدة على شط الترعة تاكل ذرة وتشرب مانجة، فلماذا إذن لا يجتهدون فى التحريض على النظام؟.. مش برضه اللى يلاقى الدلع ولا يتدلعشى يبقى مش كويس؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية