من هم رجال الرئيس عبدالفتاح السيسى؟!.. وهل يحتاج الرئيس إلى رجال حكماء وأشداء يديرون معه هذه المرحلة من عمر الوطن؟
الإجابة لا تتجاوز التكهنات والتخمينات والشائعات، و«السيسى» يضطر من وقت لآخر أن يقول إن «لديه ما يعطيه لرجال الأعمال»، ويؤكد بالنص أنه: «ليس مديوناً لأحد» وهذا صحيح ألف بالمائة.. وربما هذا ما خلق «ميليشيات معادية» للرئيس.
أنا مؤمنة بأن رجال مبارك (عز وعزمى والشريف وسرور والعادلى) كانوا أهم أسباب سقوطه، وأنهم استغلوا مشروع «توريث مبارك» لنشر الفساد والاستبداد.. والسيطرة على «الحاكم والهانم»!
موقنة أن ما ينطبق على «مكتب الإرشاد» ينطبق على «الحزب الوطنى»، وكلاهما نشر سرطان الفساد فى الجهاز الإدارى للدولة.. ولهذا رفض «السيسى» أن يكون خلفه حزب سياسى مكتفياً بالتأييد الشعبى الجارف!
لقد تسلم «السيسى» مصر وهى فى حالة موت إكلينيكى، فمنحها قبله الحياة من رئتيه (مشروع قناة السويس الجديدة، العاصمة الإدارية الجديدة، جولات مكوكية لاستعادة الثقة الدولية فى اقتصادها، ودورها ومكانتها الإقليمية فى العالم العربى وأفريقيا).
يبدو لى الرئيس مثل قائد يقود سرباً من العميان وذوى الاحتياجات الخاصة، وهو يواجه الإرهاب، وبيزنس مصاصى الدماء من رجال الأعمال، وحرباً على الحدود الليبية وأخرى تدور على أرض سيناء، ويواجه مصير العرب مجتمعين فى «اليمن»!
اختفى رجال 30 يونيو، فشل تحالف «الجنزورى- موسى» فى خلق جبهة موحدة للانتخابات البرلمانية، وتخبطت أحزاب المعارضة بين عمليات التفجير من الداخل والأحزاب الدينية التى تؤسس شرعيتها الجديدة.
أما حكومة «محلب» فتحتاج إلى معجزة إلهية لمواجهة الفساد والإهمال والغلاء، الحكومة- رغم جديتها ونشاطها- عبء على الرئيس.. تركته يلبى نداء شعبه، من المُتحرَّش بها إلى أسر الشهداء، يهنئ الكنيسة، ويتفقد الجبال والطرق الصحراوية.. ويكاد يجيب الرئيس وحده عن كل الأسئلة: (من سعر البامية إلى انقطاع الكهرباء عن ماسبيرو وغير ذلك)!
لم يتبق- بعد عام من حكم الرئيس- إلا أن نحمله مسؤولية درجة الحرارة الملتهبة.. فنحن شعب مدلل، خرج من ثورتين بدولة خربة «تتسول» الغاز والمعونات، (أعلم أن السيسى يكره كلمة التسول)، لكنه يطلب شققاً وفرص عمل وزيادة رواتب وغطاء صحياً.. وهذا حق «حضرة البيه المواطن» الكسول المهمل الذى ينحصر نشاطه فى الطنطنة بالديمقراطية، والاستسلام لأفكار مسممة يبثها العملاء والمخربون وأصحاب الأجندات الخاصة.
أما المجلس الاستشارى لكبار علماء مصر (الباز وغنيم وزويل ومجدى يعقوب، وغيرهم)، فهو مجرد مرجعية استشارية فى وقت تحتاج فيه الرئاسة لكوادر سياسية مدربة تجمع شظايا الشعب المتناثرة حول أى «سبوبة»!
الأعداء يتكاثرون، يتآمرون للاستحواذ على الحكم من خلال أغلبية مجلس الشعب، ويتخفون بشعارات مزيفة عن رفض الديكتاتورية وحكم الفرد، رغم أنه حتى فى النظم الرئاسية كالولايات المتحدة، يجد الرئيس صعوبة بالغة عندما لا يكون لحزبه الأغلبية فى الكونجرس!
«السيسى» ليس نبياً، ولا يملك عصا سحرية، فهناك أدوات حكم تقليدية ربما لم تتوفر لديه بعد.. رجال ينفذون رؤيته لإنقاذ مصر.. فأين هم؟!
حتى «الأزهر الشريف» لم ينجح فى تجديد الخطاب الدينى حتى الآن.. كل مؤسسات الدولة تدافع عن مكتسباتها ووجودها.. وتصارع بعضها البعض.
النخبة السياسية مخترقة، والنخبة المثقفة معظمها «طابور خامس»، وبعض الشباب يعرض نفسه فى مزاد «تركيا- قطر- إخوان».. فلا خبراء ولا حكماء ولا «رجال» بمعنى الكلمة يعملون لصالح الوطن!!
لك الله يا سيادة الرئيس، ومن بعده شعب يؤمن بك، ويقاتل معك على كل الجبهات المفتوحة كبركان لن يهدأ إلا بموت مصر.. تكفيك دعوات الأرامل والثكالى واليتامى.. لتحقق نواياك الطيبة لمصر.