x

محمد أمين لغز المشير! محمد أمين الأربعاء 27-05-2015 21:35


إذا أراد مصطفى بكرى أن يجعل من المشير طنطاوى بطلاً فهو حر، وهذا رأيه، لكن ليس هذا هو التاريخ.. أشياء كثيرة فى تاريخنا ستبقى سرية.. ستبقى لغزاً من الألغاز.. دور المشير طنطاوى بعد 25 يناير، أحد هذه الألغاز.. سيبقى فى نظر آخرين أنه سلم مصر للإخوان.. فى تاريخنا أشياء لم نعرفها منذ 52 حتى الآن.. سواء مصير المشير عامر أو عبدالناصر، أو حتى قصة اغتيال السادات.. كلها ألغاز!

يريد «بكرى» أن يقنعنا بأن المشير طنطاوى قال للوزير صفوت الشريف: بلغ الريس أن الجيش لن يوافق على التوريث.. بذمتك إنت مصدق؟.. هل كان المشير يقول ذلك؟.. هل قال المشير هذا الكلام لمصطفى بكرى؟.. قرأت من قبل أنه لم يسمع عن التوريث، ولم تكن هناك نية لذلك.. فكيف يريد بكرى أن يعطى دور البطولة للمشير؟.. هل كان مبارك يتركه ساعة وزيراً للدفاع؟.. هل كان يطمئن له لحظة؟!

ألم يسمع «بكرى» أن «مبارك» كان قد فكر فى إقالة المشير بعد 25 يناير؟.. ألم يسمع أن قرار الإقالة قد صدر بالفعل، وأن أحدهم أخفاه وقدمه للمشير، وهذا الأحد نال مكافأته بتسفيره إلى لندن؟.. من الذى نصدقه؟.. هل كان المشير يجرؤ أصلاً على معارضة مبارك؟.. ثم، لماذا يختار صفوت الشريف لهذه المهمة، وليس زكريا عزمى؟.. هل كان الشريف مقرباً إلى مبارك، أكثر من قائد الجيش ووزير الدفاع؟!

الرواية بالتأكيد تحتاج إلى مراجعة وتدقيق.. ستبقى رأى مصطفى بكرى.. لا أدرى إن كان المشير يوافق عليها أم لا؟.. سنحتاج إلى تصريحات من مبارك، ومن صفوت الشريف.. كلاهما على قيد الحياة.. مبارك قال: التوريث أكذوبة.. يبقى أن نعرف رأى «الشريف».. هل صحيح تهامس مع المشير فى شأن التوريث؟.. هل علم ولم يُبلغ؟.. لماذا قال المشير للشريف، ولم يبلغ الصندوق الأسود عمر سليمان مثلاً؟!

هناك ضباب كثيف حول دور المشير.. يتعلق بموقفه من الإخوان، وموقفه من الأمريكان.. هناك غموض يتصل بقرار اللجنة العليا للانتخابات، بشأن الفائز فى انتخابات الرئاسة.. هل سقط الفريق شفيق حقاً؟.. قصة التحول من الفوز إلى الهزيمة.. قصة سفره للعمرة فى دبى.. لماذا سافر بلا عودة؟.. هل كان مستعداً للعمل مع الفريق رئيساً، وهو المشير؟.. علامات استفهام يفك طلاسمها المشير وحده!

لا مانع عندى أن يكون المشير بطلاً بالمناسبة.. فقد انحاز للشعب فعلاً، وحافظ على الدولة من الانهيار.. لا أحد ينكر موقف الجيش بعد انهيار الشرطة فى 28 يناير.. لكن المشير غير الجيش.. ليس هو الجيش، كما أن مصر ليست السيسى.. ولا السيسى هو مصر.. المانع الوحيد أن تكون بطولات المشير قد ظهرت فجأة، بعد سقوط مبارك والعادلى والشريف.. شىء لا يسدكه عكل.. نريد «الحقيقة» وحدها!

كتاب «لغز المشير» سيبقى رؤية مصطفى بكرى.. لكن، ليس هذا هو التاريخ.. علينا أن ننتظر رد فعل الفريق عنان، عن «الانقلاب الأبيض».. علينا أن ننتظر مذكرات العادلى والشريف وعزمى.. متى تلقى المشير قرار نزول الجيش؟.. هل العادلى أبلغه بالقرار، وليس مبارك؟.. هل كان هناك خلاف بين الرئيس والمشير؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية