فى حفل افتتاح قناة السويس الجديدة
هيثم دبور
الثلاثاء 26-05-2015 21:43
أعرف مجموعة من الأصدقاء الذين قد يفيدون الدولة فى حفل افتتاح قناة السويس، وجميعهم عمل فى حفلات افتتاح لمشروعات أخرى على مدار تاريخنا البائس مع تلك الأمور.
«حسن قصارى».. وحسن هو المورد الأول لأصص الزرع التى تتراص على طول الطريق الذى سيسير فيه سيادة المحافظ، أو رئيس الوزراء فى افتتاح أى مشروع. ميزة حسن أنه ينتظر إلى أن تلتقط وسائل الإعلام صورا للافتتاح ثم يبدأ فى جمع أصص الزرع العهدة مرة أخرى، ليس كغيره من الموردين الذين لا يفهمون أن تلك الأصص تكمل الصورة التى يود أن يراها المسؤول عن نفسه فى الإعلام، فيحملون الأصص على سيارة نقل والوزير لا يزال ممسكا بمقص الافتتاح.
«جابر حلاوة شمسنا».. جابر هو الشخص المناسب لأى زنقة وقت يقع فيها المصريون، المسؤولون عادة ما يفاجأون أنهم بصدد حدث قومى مثلما يفاجأ منتجو الدراما بموعد رمضان الثابت. جابر متاح بنفس الاستعراضات التى حفظتها أنت كمشاهد عن ظهر قلب والتى يمكن أن تؤديها أنت بحرفية فى افتتاح كأس الأمم التى سننظمها يوما ما أو فى الاحتفال بنصر أكتوبر القادم، جابر رجل السهل.. ليس السهل الممتنع، يلعب فى المضمون بمجموعة من الأيقونات المميزة لفتاة ترتدى زيا فرعونيا، ورجل يرتدى ملابس جندى، وكلام كتير عن المستقبل غالبا ما يكون بصوت عبدالرحمن أبوزهرة.
«مسعد تحليل».. مسعد خبير استراتيجى أو محلل سياسى، الرجل مرن جدا فى التعريف الذى يصاحبه، يمتلك طاقة هائلة للبقاء على الهواء لمدة 6 إلى 8 ساعات، أهمية مسعد أنه يستطيع بنبرته وإحساسه توصيل شعور عميق عن الحدث لدى المشاهد المصرى دون أن يفيده بمعلومة واحدة، يعنى لو على الشاشة فلاديمير بوتين وسط الحضور، يكفيه أن يقول بطريقة معلقى الكرة «فلاديميييير بوتيييين أهو يا جماعة»، على اعتبار أن المد فى حروف العلة يعطى إحساسا بالنصر الذى حققناه.
لا نملك أى تاريخ مشرق مع حفلات الافتتاح الضخمة، الرؤية العامة للمسؤول عن تلك الأمور تنصب فى فكرة واحدة: «إزاى أرضى رئيسى المباشر»، لذلك خرجت حفلات افتتاح البطولات الرياضية ضعيفة وهزيلة ولا تذكر منها سوى أن «عمرو مصطفى» غنى إحداها، والعرض العسكرى الأشهر انتهى باغتيال السادات، والصورة العامة التى يجب أن يتركها حدث كهذا فى نفوس المستثمرين الأجانب والسياح والقوى السياسية فى العالم لا تتحقق لأن الدولة لم تهتم، وحين اهتمت لم تمتلك الوقت الكافى، وحين أدركت أنها لا تمتلك الوقت اعتمدت على هواة غير مختصين أو محترفين فى مثل تلك الأمور.
