x

سمير فريد لتكن السويس الجديدة سمير فريد السبت 25-04-2015 21:34


من المزايا الكبرى للرئيس السيسى، ورئيس مجلس الوزراء محلب، الإصغاء إلى الرأى العام واحترامه، ولاشك أنه بقدر القبول العام الواضح لمشروع قناة السويس الجديدة، بقدر عدم القبول العام، والواضح أيضاً، لمشروع العاصمة الجديدة. فى عهد الملك فاروق قبل ثورة 1952 كان إنشاء المجمع بغرض جمع كل موظفى الحكومة فى القاهرة فى مبنى واحد من حوالى 1500 غرفة، وكان عدد الموظفين فى كل مصر لا يزيد على 200 ألف.

فى عهد عبدالناصر كان مشروع مدينة نصر، ونصر هى كلمة السر ليلة ثورة 1952، بغرض أن يكون مقراً لبعض الوزارات وسكناً لموظفيها، وتم بالفعل بناء وزارة المالية الجديدة ووزارات وهيئات حكومية أخرى، ولكن المشروع فشل، وتحولت «مدينة» نصر إلى حى جديد من أحياء القاهرة.

وفى عهد السادات كان مشروع مدينة السادات على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى، بغرض أن يكون مقراً لوزارات وسكناً لموظفيها، وتم بالفعل إقامة مبان عديدة لتكون وزارات، ولكن المشروع فشل، وتحولت مدينة السادات إلى مدينة أشباح، ولم يتم نقل أى وزارة إليها.

ومشروع العاصمة الجديدة، أو العاصمة الإدارية، هو أحدث مشروع فى هذا الاتجاه، ولكن لماذا لا يلقى القبول العام. المشكلة فى مسمى العاصمة الجديدة، أو العاصمة الإدارية، وليست فى مشروع بناء مدينة جديدة أو فى المكان المختار لإقامتها، لا أحد يستبدل القاهرة ذات الألف عام بناطحات سحاب على طريقة أمريكا ذات المائتى عام، لا أحد يستبدل قصر القبة أو حتى قصر الاتحادية كمقر لرئاسة الجمهورية بمبنى مثل أى فندق، لن نهدم وزارة المالية الجديدة أو نغير وظيفة المبنى، لننشئ وزارة مالية جديدة، لن نطلب من أمريكا نقل سفارتها الجديدة فى التجمع الخامس قبل أن ينتهى البناء، لن نطلب من اليابان بناء سفارة جديدة، بعد أن انتهت من بناء سفارتها الجديدة فى المعادى، وتطول الأمثلة على أن مسمى «العاصمة» يحكم على المشروع بالفشل مقدماً.

لتكن مدينة جديدة، وفى نفس المكان، كمركز للمال والأعمال يخدم مشروع تنمية قناة السويس، لتكن مدينة جديدة، ولكن باسم السويس الجديدة، بعيداً عن العاصمة القاهرة: حل مشاكل القاهرة ليس بإلغائها!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية