x

رفعت السعيد البعث وداعش والإخوان.. زواج المحارم رفعت السعيد الجمعة 22-05-2015 21:21


ولقد أتى البعث إلى الساحة الداعشية عبر مسالك عدة أهمها تحويل الطريقة النقشبندية (السنية) من طريقة تؤمن بأن محبة الله تأتى عبر محبة الإنسان إلى عمليات قتل وإرهاب. ولنعرف النقشبندية نلجأ إلى شاهد عيان هو الأستاذ خالد محيى الدين، الذي تربى في طفولته وصباه في تكية النقشبندية، حيث جده الشيخ عثمان خالد، شيخ الطريقة وناظر الوقف، ويتحدث خالد في كتابه الجميل «والآن أتكلم» عن مجتمع ملائكى النزعة، الدراويش يتعبدون طوال الوقت يتفانون في حب البشر تقربا لله، يقدمون خدمات مجانية لكل من يأتى.. عثمان أفندى يصلح الساعات مجانا، وآخر يخيط الثياب ولا أجر سوى الدعوات. (ص21) لكن القائد البعثى عزة الدورى استطاع أن يتحول بالنقشبندية إلى مبدأ جديد «محبة الله تأتى عبر معاداة خصومه»، وفى البدء كان الخصوم هم الغزاة الأمريكيين ثم أصبحوا الحكام الشيعة ثم كل من لا يوافق على آرائهم.. ثم كانت داعش التي نراها الآن.

ويؤكد «كريستوف رويتر» الصحفى الألمانى الشهير وفقا للموقع الإلكترونى لمجلة «دير شبيجل» أن واحدا من رجال الدورى هو صاحب الأسس التنظيمية التي قامت عليها داعش. فقد عثر على أوراق ضابط سابق بمخابرات الطيران العراقى هو سمير الخلفاوى واسمه الحركى «حاجى بكر» بعد مقتله، وتضم مخططات كاملة لكيفية بناء هيكل هرمى يبدأ بالوجود في القرى عبر بناء قاعدة من أعيان القرية والبداية مكتب للدعوة الإسلامية ثم ضمان مساندة الأعيان ثم تحديد الخصوم ومن يمكن أن يكونوا صالحين للعمل كجواسيس للعدو. والتعليمات تقول: نعين أذكى الشخصيات كشيوخ للشريعة ويقوم الإخوة بمصاهرة أكثر العائلات نفوذا ثم السيطرة على منابر المساجد ثم إقامة خلايا نائمة تعتمد على ترويع السكان. ويقول «رويتر» الذي زار سوريا 18 مرة إن نقاط الارتكاز الأولى بدأت في سوريا. ويلتقى السهمان عزة الدورى في العراق والعقيد حاجى بكر في سوريا.

فتكون داعش. ويلتقى «رويتر» مع ابن عم الخلفاوى فيقول له: «كان سمير ضابطا بمخابرات سلاح الطيران في قاعدة الحباينة أيام حكم صدام وكان قوميا وليس إسلاميا، وأتى الأمريكيون ليقوموا بتسريح الجيش. وتحول سمير الخلفاوى إلى عاطل تحكمه عنجهية ضابط مخابرات في نظام صدام. وجمع معه عددا من ضباط مخابرات صدام وبدأ في سوريا عام 2012. ومع بداية تأسيس التنظيم لم يكن هناك ذكر لأى «جهاد» إسلامى وإنما عمل قومى معادٍ للأمريكان وعملائهم حكام العراق، ثم أضيفت كلمة «الشيعة» إلى صفة حكام العراق.. وفى المنزل الذي قتل فيه عثر «رويتر» على أوراقه الخطية وأصدر كتابه وعنوانه «القوة السوداء» ويؤكد «رويتر» أن «سمير» هو الذي اختار أبوبكر البغدادى ليكون خليفة للمسلمين لما يتمتع به من كاريزما توحى بصورة دينية ملتزمة، مع أنه في الحقيقة غير ذلك». ثم نأتى إلى كتاب آخر للصحفى الإنجليزى الشهير باتريك كوكبيرن عنوانه «عودة الجهاديين» (294 صفحة). ويحكى «كوكبيرن» أن المعركة الحاسمة كانت الاستيلاء على «الموصل» ويصف كيف تفكك الجيش فجأة 350.000 جندى وأنفق عليه في ثلاث سنوات 41.6 مليار دولار، دون مقاومة، تاركا معداته الهائلة وملابسه العسكرية في الطريق على امتداده إلى كردستان. ولم تكن داعش تمتلك إلا 1300 مقاتل فقط. ويقول إنها واحدة من أكبر الهزائم في التاريخ ويبررها بأن القادة البعثيين رفضوا الدفاع عن حكومة بغداد.

«وفى الأنبار حيث تقوم داعش بعمليات ترويع للسكان تسجل وقائع مخجلة تميزت في سوء معاملة الحكومة ضد الفارين عبر قنطرة «بزبيز» الصغيرة، كانوا 250 ألفا لكن حكام بغداد يفرضون عبر ترتيبات فاسدة إتاوات على الهاربين من الجحيم. ونعود إلى كتاب «عودة الجهاديين»، عندما يلمح المؤلف إلى أن البغدادى ظل محتجزا معززا مكرما لدى الأمريكان في معسكر بوكا.. ثم يقول بلغة مراوغة إن حقيقة «البغدادى» تعتمد على إذا ما كان مصدر قوته داعش نفسها أم أمريكا أو بقايا المخابرات العراقية» (ص45). فنقول إنها معا مجتمعة التأسلم وأمريكا وبقايا البعث.. ألم نقل في العنوان إنه زواج محارم والهدف في نهاية الأمر تمزيق العراق وسوريا إلى ولايات متناحرة عرقيا وعقائديا تحارب بعضها بعضا. مصر تقف وجيشها ورئيسها ضد هذا المخطط فينضم حرافيش الإخوان الإرهابية إلى المخطط فيساندون داعش في ليبيا وفى سوريا، ويساندون القاعدة في سيناء، وكل هؤلاء يساندون الإخوان الإرهابية ويخاصمون مستقبل مصر. ومصر لا مخرج لها إلا الصمود ضد هؤلاء جميعا. فلنصمد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية