فجر اعتداء عنصرين من الشرطة الإسرائيلية على يهودي إثيوبي بزي عسكري غضب الآلاف من أبناء جلدته في إسرائيل.
ووثقت كاميرا في أحد المنازل بمدينة حولون، وسط إسرائيل، الحادث، الذي وقع، في 26 من أبريل الماضي، في مقطع فيديو بدون صوت.
وحسب مقطع الفيديو المتداول على نحو واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر الجندي دامس بيكادا وهو يصل على دراجة هوائية إلى شارع أغلقته الشرطة.
وقالت القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي إن الشرطة أغلقت الشارع بسبب تعاملها مع جسم مشبوه وهو ما يوجب عدم مرور الأشخاص أو السيارات في الشارع.
واستناداً إلى الفيديو، يطلب أحد أفراد الشرطة من بيكادا الذي كان يرتدي زيه العسكري، الابتعاد، ولكن أمام إصراره على البقاء يقوم (الأول) بانتشاله عن مركبته الهوائية، ويتعاركان بالأيدي قبل أن يلقه (الشرطي) أرضاً، وينضم إليه شرطي آخر وينهالان عليه ضرباً بالأيدي.
ويتشبث بيكادا بعامود حديدي على جدار ممر ترابي قبل إفلاته، إلا أنه قام فوراً بالتقاط حجر من الأرض مهدداً بإلقائه على عنصري الشرطة اللذين طلبا تعزيزات، كما يتضح من الفيديو عبر إشارات أيديهما.
ويحيط 3 من عناصر الشرطة الجندي بيكادا، الذي ألقى الحجر من يده على الأرض.
لاحقاً يصل قائد وحدة الشرطة في الشارع ويطلب من الشرطي الابتعاد ليتحادث مع الجندي قبل أن ينقطع مقطع الفيديو الذي بلغت مدته دقيقتان و24 ثانية.
وفي اليوم التالي للحادث، أعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها، إيقافها الشرطيين عن العمل حتى إشعار آخر.
وجاء في نص بيان الشرطة الذي نشر على الموقع الإلكتروني: «على الرغم من عدم فحص التفاصيل على نطاق واسع، يظهر التسجيل السلوك غير المقبول والذي يخرج عن القواعد السلوكية المنصوص عليها. تم تعليق عمل الضابطين وتم تحويل الدليل (مقطع الفيديو) فوراً إلى قسم التحقيق من قبل الشرطة. وسيتم اتخاذ قرار بشأن مستقبل خدمة الضابطين اعتماداً على النتائج التي يتوصل إليها القسم».
غير أن الجندي بيكادا قال للقناة الثانية، إنه يعتقد أن «الحادث وقع بدوافع عنصرية»، مضيفاً: «لو لم يكن هناك مقطع فيديو فأنا واثق من أنني كنت قيد الاحتجاز الآن ولم يكن أحد ليصدقني».
ولفتت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إلى أنه «في الأشهر الأخيرة ظهرت العديد من التقارير في وسائل الإعلام المحلية حول ادعاءات بمعاملة الشرطة القاسية مع الإثيوبيين الإسرائيليين الذين يقولون إنه يتم استهدافهم ظلماً، وأنه يتم التعامل معهم بخشونة أكثر من المواطنين الآخرين».
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تصريح مكتوب، إن الأخير سيعقد الإثنين جلسة يحضرها ممثلون عن الطائفة الإثيوبية بما فيهم الجندي دامس بيكادا الذي صُوّر أثناء اعتداء أفراد من الشرطة عليه.
وعلى إثر هذا الحادث، اندلعت الأحد، مواجهات بين متظاهرين إثيوبيين وعناصر الشرطة الإسرائيلية، وسط مدينة تل أبيب، ما أسفر عن إصابة 68 شخصاً، غالبيتهم من عناصر الشرطة، واعتقال 43 شخصاً آخر، بحسب ما أعلنته متحدثة باسم الشرطة.
ويطلق الإسرائيليون والفلسطينيون على اليهود الإثيوبيين تعبير «الفلاشا» وهي الكنية العبرية لسلالة اليهود في إثيوبيا.
وقد بدأت هجرة اليهود الإثيوبيين إلى إسرائيل في العام 2003 واستكملت تماماً في نهاية العام 2013.
ويخدم اليهود الإثيوبيون في الجيش الإسرائيلي، ويعتبرهم الفلسطينيون من أكثر الجنود عنصرية ضدهم، نظراً لقسوتهم في التعامل معهم.
وتشير إحصاءات غير رسمية إلى أن يهود إثيوبيا في إسرائيل يبلغ عددهم 125 ألفاً و500 شخص، منهم نحو 5400 يخدمون في الجيش الإسرائيلي، كما أن نحو 82 ألف إثيوبي في إسرائيل ولدوا خارجها، بحسب موقع أوثيوبيان ناشونال بروجكت الإسرائيلي والخاص بالطائفة الإثيوبية في البلاد.