x

المصريون أحفاد الأرمن.. ولاد بلد بـ«برنيطة» (ملف)

الجمعة 24-04-2015 15:30 | كتب: صفاء سرور |
الأرمن الأرمن تصوير : محمود نصر

أولاد هذا البلد، مصريون لهم نفس بطاقات الهوية وشهادة الميلاد المصرية، لكن لهم أيضًا خصوصية، تكاد تختفي عن صاحب النظرة السريعة خلف ملامح شرقية لا تفرقهم عن السكان الأصليين، إلا أنها مع الاقتراب تبدو شيئًا فشيئًا، وتظهر بشائرها في اسم غير مألوف، ثم ما تلبث أن تتأكد مع ذكريات وأماكن خاصة يحدثونك عنها بالعربية، لتتجلى تلك الخصوصية كالشمس عندما تسمع حديثهم المنساب بأرمينية توارثوها عن أجدادهم النازحين إلى مصر قبل وبعد مذابح الأرمن على يد العثمانيين، والتي تحل ذكراها المئوية اليوم.

الحديث بين المصريين ذوي الأصل الأرميني بلغتهم الأم فرض عين، لا يمنعهم عن أدائه وجود غرباء ذوي أصول عربية مثلك، بل قد يكون وجودك ضرورة تقتضي حضور تلك اللغة إذا ما تعلق الأمر بمناقشة ما لا يريدونك أن تعرفه، وهنا لن تجد بيدك حيلة إلا المراقبة بأذنيك الغريبتين والصمت احترامًا بالخصوصية وإعجابًا بالحرص على صونها من الغرباء.

ليست اللغة الأرمينية بالشيء الوحيد الذي يحرص 8 آلاف مصري أرميني على بقائها حية، على الرغم من رحيل جيل الأجداد فالحرص منهم أكبر فيما يتعلق بالمصاهرة التي قد تدفع أحدهم لتأجيل زواجه للأربعين وربما الستين من العمر، بحثًا عن فتاة الأحلام الأرمينية، التي ستتفهم سبب نظرهم لأرمينيا على أنها قِبلة مرتضاه، وتدرك بلا كثير من الشرح أسباب اتصال حبل الود بها إلى الآن عبر قنوات تليفزيونية وصحف وزيارات، والأهم ستكون أمًا لأولاد ينشأون مثلهم في مجتمع كنيسته وناديه ومدرسته أرمينيين.

ورغم كل مظاهر الخصوصية، يبقى هؤلاء مصريون، فلا يغرّنك حديثهم الأرميني أو ملامح بعضهم الأوروبية أو حرصهم على الارتباط من الكنيسة نفسها، فهم مثلك تمامًا، ومصر التي كانت بالنسبة لهم يومًا ملجأ للأجداد، أضحت اليوم وطن «العيشة والرزق»، حيث ولد وتربى الأبناء، بل خدموا في جيشه واختلطت على مائدتهم طعامه بوصفات الجدات، كما حكى عدد من السكندريين الذين طرقت «المصري اليوم» أبواب منازلهم ودخلت ساحات كنائسهم، بحثَا عن ذكريات ومحاولة لرسم صورة لحياة خاصة بشركاء في الوطن، فوجدت من الحكايات الكثير.

ماجي وجارو.. جوازة مصري تممها «الأصل والاتفاق وشوية حب»

الأرمن

يجلس هو في ساحة بطريركة الأرمن الكاثوليك، وتقطع هي طريق قصير بين بوابتها وأحد مبانيها.. يكلم أحدهم، وتتبادل هي وصديقات حديث إذا ما سمعته لن تعي منه شيئًا لأن العربية شبه غائبة عنه لصالح لغتين أخريين تدرك بالتخمين أن أحدهما الفرنسية، أما الثانية فلن تعرفها إلا إذا أجاب أحد على ملامحك المتسائلة ضاحكًا «بيتكلموا أرميني». للمزيد

إدوارد.. الزملكاوي ابن «السبع بنات» خدم في الجيش وربط مصر بأرمينيا

الأرمن

يختلف هذا الرجل عن أغلب المصريين ذوي الجذور الأرمينية في أن تفاصيل حياته، توحي لمستمعها بأنها تكرار لحكاية مصري عادي، فلا اختلاف يظهر واضحًا إلا في الاسم الثاني لصاحب الحكاية، الغريب بعض الشيء عن الأسماء المصرية، والذي يدفع لتساؤل تعرف منه أن هذا الرجل إدوارد مانوكيان، مصري ينتمي للأرمن الأرثوذوكس. للمزيد

رافي.. «ابن البلد» المصري القابض على عادات الأرمن

الأرمن

كادت «سلامو عليكم»، رده على اتصالي الهاتفي، وحديثه بعامية مصرية تخلو من أي كلمة أجنبية أو لكنة غريبة، أن يكونا سببًا للشك في أن محدثيّ ينتمي للأرمن، من رأيناهم لأعوام طوال «خواجات البلد» سكّان المجتمعات التي «لا تتسع إلا لهم»، بافتراض ثبت خطؤه مع رافي عادل صايغ، ابن الجيل الرابع لعائلة أرمينية لاذت بمصر من مذابح «العثمانيين»، واستوطنت الإسكندرية، حيث ولد رافي وأبويه مصريين. للمزيد

كنيسة الأرمن الأرثوذوكس بالإسكندرية.. على الأرض من ملكوت السماء سلام

الأرمن

هواء بارد النسمات ينساب من فَسَحة المكان إلى رئتيك بينما عينيك تتفحص وحدات خرسانية يدنو حُسن معمارها العتيق من الكمال، وتتنافس لخطف بصرك الحائر بينها، كل هذا وروحك تشعر بتخفف من حمول وتتزود بشيء من سَكَينة صمت يبدو هنا اعتياديًا وفي محلّه، ولا يجرؤ أن يقطعه إلا بعضٌ من جمال يتسلل إلى أذنيك في هيئة ترانيم تحملها أصوات عذبة. للمزيد

مذابح الأرمن في ذكراها المائة.. صلوات ودق أجراس وزهرة لها معنى

شعار الذكرى المئوية لمذابح الأرمن

تحل الذكرى السنوية للمذابح التي نفذها الأتراك بحق الأرمن، 1915، إبان اندلاع معارك الحرب العالمية الأولى، في الرابع والعشرين من إبريل، وهي المئوية هذا العام، وسط تصريحات أرمينية عن أن مليونا ونصف المليون شخص قتلوا بشكل «عمدي وممنهج»، ونفي تركي يوصف الأحداث بـ«حرب أهلية اندلعت في الأناضول، أودت بسبب تزامنها مع مجاعة بحياة 300- 500 ألف أرميني، وكثير من الأتراك». للمزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية