فى كلمته يوم 29/ 3/ 2015 أمام الرؤساء والملوك العرب المجتمعين فى شرم الشيخ لحضور مؤتمر القمة العربية الـ 26، قال الرئيس أبومازن على مرأى ومسمع من كل مواطنى الوطن العربى ما يلى:
«كما أشدد على الدعوة إلى تشجيع أبناء أمتنا العربية والإسلامية للقدوم إلى القدس لزيارتها والصلاة فيها، الأمر الذى يساهم فى دعم صمود أهلها وثباتهم، وكما اعتدنا أن نقول إن زيارة السجين لا تعنى التطبيع مع السجان، وبخاصة بعد أن قال علماء المسلمين الكلمة الفصل من خلال قرار مجمع الفقه الإسلامى الدولى الذى انعقد فى الكويت الشقيق مؤخرا، والذى يمثل أعلى مرجعية فقهية لدول العالم الإسلامى، وأكد على زيارة المسلمين للقدس باعتبارها فضيلة دينية مؤكدة، وأضاف أن قضية القدس هى قضية الأمة بأجمعها وهى ليست لأهل فلسطين وحدها».
وكان الرئيس أبومازن قد طلب من كل من قداسة البابا تواضروس وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب فى اجتماعات سابقة، العدول عن قرارهما بمنع المصريين المسلمين والمسيحيين من السفر إلى فلسطين لزيارة الأماكن المقدسة، وعلى الأخص فى عيد الميلاد وعيد القيامة، وهو ذاته ما أكده لى زملاء لنا من النواب العرب فى الكنيست الإسرائيلى وكذلك سياسيون عرب من أبناء القدس فى اجتماعات وحوارات مختلفة معهم على مدى السنوات السابقة، مؤداه أن امتناع أقباط مصر ومسلميها عن زيارة الأماكن المقدسة فى فلسطين، وعلى الأخص فى القدس، لا يساعد القضية الفلسطينية، بل على العكس يؤدى إلى مزيد من تهويد القدس، ويساعد المخطط الصهيونى الرامى إلى اعتبار القدس مدينة يهودية وإهدار هويتها العربية المسيحية الإسلامية.
فها هو ممثل أصحاب القضية الأصلية، المتحدث باسم الشعب الفلسطينى ينادى المسيحيين العرب لزيارة القدس فى كل أوقات السنة، كما يدعو المسلمين إلى زيارة المسجد الأقصى والصلاة به، باعتبارها فضيلة دينية مؤكدة، لذا فأرى أنه على كل من قداسة البابا والإمام الأكبر إصدار بيان مشترك بتأييدهما الرئيس أبومازن، وحث المسلمين والمسيحيين العرب، وعلى الأخص المصريون منهم، على الذهاب إلى الأراضى المقدسة بفلسطين، وأنهما توافقا على إلغاء الحظر المفروض، وهو الحظر الذى صدر فى الأصل عن قداسة البابا كيرلس إبان هزيمة حرب 1967، لمؤازرة الشعب الفلسطينى فى محنته أمام الغطرسة الإسرائيلية.. وعلى نفس الدرب سار كل من قداسة البابا شنودة وقداسة البابا تواضروس بعد تولى كل منهما مسؤولية الكرازة المرقسية.
وعلى أمل أن يصدر ذلك البيان المشترك فى أقرب وقت، أود أن أؤكد أننى سأقوم بتلبية نداء الرئيس أبومازن بزيارة بيت لحم وكنيسة القيامة لحضور قداس عيد الميلاد القادم، وكذلك زيارة المسجد الاقصى، لنؤكد جميعا أن مسيحيى ومسلمى مصر لهم فى زهرة المدائن وفى كل شبر فى فلسطين ما لغيرنا وأكثر. ودعونى أذكر نفسى بزهرة المدائن التى كتب كلماتها الشاعر العظيم سعيد عقد، ابن زحلة اللبنانية والتى لحنها الأخوان رحبانى لكى تقول فيروز للعرب أجمعين «البيت لنا والقدس لنا.. وبأيدينا سنعيد بهاء القدس.. بأيدينا للقدس سلام آت».