x

جيهان فوزي إسرائيل تغتال «أبومازن» سياسياً جيهان فوزي السبت 29-10-2011 08:00


حرب إسرائيلية ضروس مازالت تشنها قيادات فى الحكومة الإسرائيلية ضد الرئيس محمود عباس (أبومازن)، بهدف الانتقام منه والتقليل من دوره الوطنى الفلسطينى، ففى الوقت الذى بدأ فيه ممثلو الرباعية الدولية اجتماعاتهم مع الفلسطينيين والإسرائيليين، بغية دفعهم لاستئناف المفاوضات، جدد وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان هجومه على «أبومازن» معتبراً أن استقالته ستكون نعمة لأنه يمثل «أكبر عقبة» أمام السلام.

«ليبرمان» بذلك الهجوم المتكرر، كشف أوراق الحكومة اليمينية فى إسرائيل، التى تعاملت طول الوقت مع عباس على أنه العدو الأكبر للسياسة الإسرائيلية، تماما كما فعلت مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، وتمت محاصرته فى مقر إقامته بالمقاطعة فى رام الله حتى استشهاده.

هذا الهجوم المكثف من قبل ليبرمان على الرئيس عباس اعتبر بمثابة اعتراف بالسياسة الإسرائيلية الرسمية، خصوصاً فى هذا التوقيت تحديداً، حيث تتعرض حكومة نتنياهو لانتقادات واسعة بسسب صفقة الجندى جلعاد شاليط، ويصرح كثيرون من السياسيين والاعلاميين الإسرائيليين أن هذه الحكومة تعمل بشكل منهجى لضرب السلطة الفلسطينية وتقوية حركة «حماس» على حسابها، وقد جاء على لسان عديد من سياسيين وعسكريين إسرائيليين أن هدف حكومة نتنياهو - ليبرمان من صفقة شاليط هو إطلاق رصاصة الموت السياسى على الرئيس الفلسطينى، انتقاما منه لتوجهه إلى مجلس الأمن الدولى.

إن الصفقة تعتبر ضربة قوية بامتياز لـ«أبومازن»، بل صعبة جداً ضد رئيس السلطة والذى ترفض إسرائيل أن تفرج له عن أى أسير، حيث أراد نتنياهو أن يوصل رسالة مفادها أن من يقود الأحداث هم الموجودون فى القاهرة وغزة وليس هؤلاء فى رام الله، وإن الأمر استراتيجياً يجب أن يقود إلى استبدال القيادة الموجودة فى الضفة الغربية بقيادة أخرى غير عباس، فى إطار التفاهم الأمريكى الإسرائيلى، مع الإخوان المسلمين فى هذه الصفقة.

غير أن المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية تختلف مع الحكومة فى توجهها إزاء السلطة الفلسطينية ورئيسها ورئيس وزرائها، فى حين يطلب الجيش تقديم تعويضات لـ«أبومازن» عن المكاسب التى حققتها حركة حماس فى صفقة شاليط. من هذه التعويضات: إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الذين يطلبهم «أبومازن»، وتقديم مساحات جديدة من الأراضى فى الضفة الغربية بنقلها من سيطرة الجيش إلى السلطة الفلسطينية، وإزالة المزيد من الحواجز العسكرية والترابية، وإلغاء الإجراءات الاقتصادية وغيرها.. حتى إن الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز أفزعته تصريحات ليبرمان فخرج عن تقليده فى مسايرة الحكومة وانتقد هذه التصريحات بشدة.

لم يعد سراً فى إسرائيل أن هناك كثيرين يعتبرون حماس أفضل وأسهل من «أبومازن» خصوصاً بعد صفقة شاليط، فحماس بالنسبة لهم قيادة واضحة، على عكس «أبومازن» الضبابى المفاجئ دائماً، حماس متطرفة ومنبوذة فى العالم، وكل إجراء إسرائيلى ضدها يحظى بموافقة دولية، بينما أبومازن يعتبر خطيرا لأنه يحظى بالشرعية الدولية وتأييد كبير فى العالم لذلك إسرائيل لا تستطيع الاقتراب منه أو المساس به!

وإذا كان الفلسطينيون يعتبرون هذه التصريحات التى أطلقها ليبرمان بمثابة قرار إسرائيلى باغتياله مثلما اغتيل سلفه عرفات، فإن الاغتيال السياسى الذى تمارسه إسرائيل ضد «أبومازن» يبدو أكثر فاعلية بالنسبة لها وللولايات المتحدة الأمريكية الحليف الاستراتيجى لإسرائيل، والتى لم تبد أى رد فعل يذكر تجاه هذه التصريحات الخطيرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية