وفصاله (فطامه) فى عامين، بلغت حركة 6 إبريل عامها السابع، ولم تبلغ فطاماً، لاتزال الحركة تترى فى مراهقة سياسية عقيمة، تصر على نطح صخر الرفض الشعبى، وتخبط راسها فى جدار الحظر القانونى، وتعيش فى عوالم افتراضية (بيانات فى الفضاء الإلكترونى)، وتظاهرات صحراوية (فى الصحراء).
6 إبريل وقد شبت على الطوق عليها أن تكون واقعية، وأن تعلم أن الزمن غير الزمن، زمن مبارك غير الزمن الحالى، والظرف، ظرف ثورة 25 يناير، غير الظرف، ظرف 30 يونيو، تمترس الحركة فى مربع 25 يناير، وتجاهلها 30 يونيو فى مبادرتها المعلنة، يفقدها أى تعاطف شعبى، والخروج على الشارع فى الذكرى السابعة بأهداف تصب فى بئر الإخوان المسمومة يكسبها رفضاً شعبياً، من المراهقة السياسية عدم الوقوف على أسبابه بحثاً عن طوق نجاة من نهاية مأساوية للحركة التى تحتفظ الذاكرة لها بماضٍ ثورى معتبر.
6 إبريل التى تمتهن التظاهر، لابد أن تبحث لها عن مهنة أخرى، التظاهرات لم تعد تطعم الناس، كما أن إساءة الإخوان لحق التظاهر وتحويله إلى عمل مسلح جعل كل متظاهر مخرباً إلى أن يثبت العكس، وأعطى فرصة سانحة لمتبضعى الوطنية أن يقولوا فى 6 إبريل ما لم يقله مالك فى الخمر تخويناً وعمالة.
أبقى لـ6 إبريل وأكرم أن تتحول إلى حزب سياسى يقوم على أهداف ثورة 30/25، وأن تؤسس لوضعية جديدة تشارك بها فى العمل الوطنى، وأن تكف عن إشاراتها السلبية بالتحالف مع الإخوان، طلعت علينا الحركة بمبادرة تدعو كل الجهات التى شاركت فى ثورة يناير أن تتجمع حول أهداف هذه الثورة مرة أخرى بالروح نفسها، هى دعوة مفتوحة للإخوان والتابعين، ليس لها تفسير آخر.
ما يورث الرافضين لـ6 إبريل كرهاً على كره هو الترحيب المريب بالمبادرة من قيادات إخوانية، مبادرة ممسوسة إخوانيا، تمد الإخوان بمدد، والمناداة بحكومة إنقاذ وطنى هو ترجمة لتوجهات الإخوان، انقلاب على أهداف ثورة يونيو التى يحاربها الإخوان بالسلاح، أخشى أن 6 إبريل غادرت مربع 30 يونيو تماماً، وتمركزت فى مربع 25 يناير نكاية فى 30 يونيو.
عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، الحركة ذات السبعة ربيع لاتزال أسيرة لأفكار قياداتها فى السجون، وهؤلاء لن يضيفوا للحركة سوى كل ما يوغر الشارع من الحركة، وعلى قيادات الحركة خارج السجون ألا يسجنوا أنفسهم طواعية داخل السجون، وأن يتحركوا فى الهواء الطلق متواكبين مع حركة الشارع، متفاعلين مع تحديات قاسية يمر بها الوطن فى مفصل تاريخى، أن يجتمعوا على مصلحة الوطن وليس على مصلحة الجماعة.
وللتذكير من خان 6 إبريل هم الإخوان والتابعون، ومن نكّل بـ6 إبريل هم الإخوان والتابعون، ومن أوقع بينهم والمجلس العسكرى سابقا هم الإخوان والتابعون، ومن يوقع بهم حاليا مع 30 يونيو هم الإخوان والتابعون، ألم تبلغ 6 إبريل سن الفطام بعد؟