«إحنـا الصـوت لمـا تحبـوا الدنيـا سكـوت».. هكذا كان شعار حركة 6 إبريل.. فى مواجهة النظام المستبد.. ما قبل 25 يناير.. فقد كانت 6 إبريل حلماً جميلاً.. لوثه فيما بعد.. الأقزام والطامعون.. فقد جمعتنى مع بعض أعضائها الشرفاء لحظات لا تنسى.. فى تاريخ الوطن.. فى نضال ما قبل الثورة.. حيث كنا فى تظاهراتنا.. لا نتجاوز الخمسين شاباً وفتاة.. لا نملك إلا أرواحنا.. نقدمها بكل عز وفخر.. إلى وطن أحببناه.. أكثر من أنفسنا.. شباب صرخاتهم طلقات.. تملأ فضاء الوطن.. أملاً وعزماً.. على مواجهة الاستبداد والقمع.
كان منتصف شهر يونيو 2010.. عندما انضممت لحركة 6 إبريل.. وكان الرحيل عنها.. فى نهايات.. شهر أغسطس 2012.. لأتوجه ومعى زملاء كثر.. لتأسيس حزب 6 إبريل.. الذى صرفت النظر عن فكرة تأسيسه.. بعد الصعوبات المادية التى واجهتنى.. فى القدرة على تأجير مقرات.. وتوفير مصروفات.. تأسيس حزب سياسى.. بجانب أن اسم 6 إبريل فقد رصيده فى الشارع.. وبات من الصعب.. لدى الناس.. التمييز ما بين شباب 6 إبريل.. الحزب والحركة بجبهتيها.
فكل ما حاولت.. القيام به.. على مدار ما يزيد على عامين- وهى فترة قصيرة نسبياً- من وجودى داخل حركة 6 إبريل.. أن أصلح من القيادات.. التى أخطأت.. أو ضعفت أمام إغراءات كثيرة.. وُضعت أمامهم.. وهم شباب فى بداية حياتهم.. فمن السهل إغواؤهم.. بالماديات والسفر والمناصب السياسية.. ليدفع ثمن ذلك.. شباب نبلاء.. انتموا إلى الحركة.. ليحرروا من خلالها الوطن.. من الفساد والاستبداد.
فكان من الممكن أن أصمت.. وأرحل كما فعل الكثيرون.. لآمن شرهم.. فهم أساتذة.. فى تشويه السمعة.. وإلصاق التهم.. فبما أنهم أخطأوا.. وأساءوا إلى أنفسهم.. وإلى سيرة الحركة.. فيجب أن تلوث مثلهم.. أمام الناس.. ولو بروايات من صنيعتهم.. ليتخلصوا منك.. ويغتالوك معنوياً... فيحولوا محاولة إصلاحهم.. إلى محاولة إفساد الحركة.. ويتحول الاعتراض على تصرفاتهم.. إلى محاولة لهدم الحركة.. ويتحول فضحهم.. ورفض ممارساتهم.. أمام الرأى العام.. إلى اندساس من الأمن.. فيصعب تقويمهم.. ليتحولوا إلى مفسدين جدد.
فكان لدى أمل.. فى إبعاد قيادات الحركة.. التى فسدت وأفسدت.. وسارت تجيد السيطرة.. على الأعضاء.. بتشكيل عقولهم.. وفق ما يحقق أهدافهم.. وكدت أن أنجح فى ذلك.. لولا أن وصل محمد مرسى إلى الحكم.. فأخذ الإخوان على عاتقهم.. التعامل مع الحركات الثورية.. بأسلوب من اثنين.. إما برشوة قياداتها.. سياسياً أو مادياً.. أو باختراقها.. بأعداد كبيرة من جماعة الإخوان.. لإحداث بلبلة فى صفوفها.. والقضاء على قادتها.
فتحالف كثيرون ضدى.. فتم تجنيد.. مسؤول شؤون العضوية من قبل.. محمد البلتاجى.. الذى وعده بكرسى فى المحليات.. فى منطقة الهرم.. فى مقابل أن يُدخل أعدادا كبيرة.. من أعضاء جماعة الإخوان.. الذين لم يظهروا توجهاتهم.. فى حينها.. ليتخذوا من إعلان تأسيس حزب 6 إبريل.. ذريعة.. لإعلان فصلى.. بناء على جمعية عمومية.. لم يكتمل نصابها.. لتزداد متاعبى.. وتسير أكثر تعقيداً.. محاولتى لتطهير 6 إبريل.. وصد كل المؤامرات.. التى أصبحت تحاوطنى.. من كل جانب.. ليفضحوا أنفسهم.. ويلتقطوا لأنفسهم صوراً جماعية.. فى اعتصام رابعة العدوية.. حاملين صور المعزول محمد مرسى.
فنعم قد فشلت.. فى تطهير الحركة.. وقد أخرجنى الله عز وجل.. منها سالماً من كيد الظالمين.. فيكفينى فى ذكرى 6 إبريل.. شرف المحاولة.. فى إبراز شرفاء 6 إبريل.. الذين رحلوا جميعاً عنها.. على مراحل متتابعة.. بعدما تملكها.. مجموعة من السفهاء.. لم يقرأوا يوماً كتاباً.. وباعوا أنفسهم للكبر والحقد.. فساروا منبوذين.. من بنى جلدتهم.
فاليوم.. أتوجه ومعى زملائى الشرفاء.. للاستمرار فى العمل السياسى.. ولكن عن طريق قنوات أخرى.. حزبية.. فوداعاً 6 إبريل.. التى كنت أتمنى.. أن تكون دائماً.. صحوة ضمير.. وصرخة نبيل.