x

نيوتن عزيزى نيوتن.. مستقبل القاهرة وتاريخها نيوتن الأربعاء 01-04-2015 21:19


بمجرد إطلاق العاصمة الإدارية الجديدة أو العاصمة القاهرة فى مؤتمر القمة الاقتصادية.. انقسم المثقفون والكتاب حول المشروع «الحلم»، فى الوقت الذى أعطى فيه المشروع طاقة إيجابية للشعب المصرى، بعدما شاهدوا بأعينهم مخططاً يعد الأول من نوعه للقاهرة بشكل خاص ومصر بشكل عام.. ولست هنا لأدافع عن المشروع ذاته، بل لتوضيح بعض الأمور التى كانت غائبة عن البعض.. فلقد هاجم عدد من الكتاب فكرة المشروع مستندين على أفكار سابقة لا تمت للمشروع بصلة، بل إنى قد دعوت بعضهم شخصيا لحضور لقاء للدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، مع كوكبة من رؤساء التحرير، ولم يحضروا، ولقد وجدت كتابة هذه السطور ليس لتوضيح المشروع الذى تم الإعلان عن كل أموره فى المؤتمر الاقتصادى، وإنما للحديث عن الفكرة الرئيسية له، فلقد أصبحنا نعانى جميعا- نحن سكان القاهرة- من اختناق مدينتنا الجميلة بالمبانى والمكاتب الإدارية، ووفقا للأرقام الرسمية هناك مئات الألوف من المواطنين يترددون يوميا على المكاتب الإدارية الحكومية منها والخاصة فى وسط القاهرة، ويعمل فيها نحو مئات الألوف من الموظفين أيضا، فى قطر لا يزيد على ٣ كيلومترات، وهو ما أدى إلى تحول العقارات السكنية إلى أنشطة تجارية وإدارية، وهو ما أصابنا جميعا بالاختناق، وكان لزاماً على الدولة التفكير فى إعادة الوجه الحضارى المشرق للعاصمة، وتحقيق مستوى من الرفاهية لقاطنى القاهرة يتمتع أهلها بالعدالة الاجتماعية، وبجودة الحياة، فى ظل بيئة نظيفة، فكانت «البروفة الأولى» فى مشروع القرية الذكية، الذى كان محاولة عظيمة ولكن لم تكن على قدر الحجم المطلوب، ولم تحل المشكلة، فانطلقت فكرة المركز الإدارى الجديد للمال والأعمال، الذى قد يكون مكاناً أولياً تتبعه ٤ أماكن أخرى تحيط القاهرة بالكامل، وتساعد على الخروج من وسطها المكتظ، ومساحتها تعادل عشرات المرات للقرية الذكية، فالعاصمة القاهرة ستنفذ بأعلى المستويات التقنية وممارسة الأنشطة الإدارية بما يخفف العبء عن القاهرة التاريخية والثقافية التى كبلتها الأنشطة الإدارية وحالت دون القيام بدورها التاريخى، وكادت السيارات أن تفوق أعداد البشر فى شوارعها.

فالتجربة العالمية تؤكد أنه قبل القيام بإخلاء هذه المكاتب الإدارية علينا إيجاد البديل أولا، وهو ما تم بالفعل بإطلاق مخطط العاصمة القاهرة، الذى أراد الرئيس السيسى أن تتم مرحلته الأولى خلال ٥ سنوات وليس ١٠ سنوات كما كان مخططاً لها، ولهذا فإنه قبل أن يتم الإخلاء من أى أشغال مخالفة للتراخيص فسيتم توفير البدائل، حتى تكون «البداية» والأساس صحيحاً.. هنا ستعود حضارة القاهرة على ما كانت عليه، ومتنفساً جميلاً لقاطنيها، وسيستطيع المطار الدولى الجديد المخطط له بالعاصمة الإدارية الجديدة تعظيم كون «القاهرة» مقصداً متكاملاً يجمع بين عبق التاريخ فى مركزه الحالى وحداثة المستقبل فى مراكز أعماله الجديد.

وفاء بكرى

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية