هل يظل الوفد ضيق الجدران منخفض السقف؟
عزيزى نيوتن..
تابعت باهتمام شديد ما نشرته فى زاويتك تحت عنوان: وفدنا والفرص الضائعة، وقرأت رسالة الدكتور المبجل محمد أبوالغار تعليقا عليها وهو رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى وهو حزب له وزنه.. ومع ذلك بادر أبوالغار ليعلن ترحيبه بأن يكون الوفد هو البيت الكبير للمصريين، وقد كان كذلك بالفعل.
لكن دعنى أسألك يا سيدى: من ضيّق هذا البيت؟ من خفض سقفه إلى هذه الدرجة، ليظل الوفد فى صفوف المعارضة، وأى معارضة، إنها المعارضة الضعيفة التى لن يعمل لها أحد أى حساب؟ من جعل الوفد هامشياً، أى على هامش الحياة السياسية المصرية؟
فى أعقاب مظاهرات خرجت فى تركيا فى يونيو 1997 قام الجيش التركى بإزاحة حكومة أربكان المتشددة التى جاءت للسلطة بالانتخاب. وعقب سجن وملاحقة قيادات حركة الإخوان فى تركيا، انشق العشرات من الشباب، وقاموا بخمس خطوات رئيسية، فى مقدمتها الامتناع عن التظاهر والحشد، وتقديم كوادر وقيادات شابة للمجتمع، كان فى مقدمتها أردوجان نفسه، وتأسيس حزب جديد بدون مرجعية دينية، والمنافسة فى المحليات واكتساحها، ثم المنافسة فى البرلمان والفوز بأغلبيته بسهولة، وذلك كله حدث فى تركيا لسبب بسيط، هو عدم وجود منافس مدنى قوى.
فهل يتكرر السيناريو ذاته فى مصر؟
أقول: نعم، إذا استمر الوفد ضيق الجدران، منخفض السقف.
للأسف إننا نسير فى هذا الطريق والأمل الوحيد كان ومازال معقودا على حزب واحد منذ يناير 2011، وهو حزب الوفد الذى يضرب بجذوره فى أعماق التربة المصرية، لكن قياداته تخلوا عن هذه الجذور، وانقلبوا عليها.
وأقولها بكل يقين: لو أن الوفد كان يقوم بدوره قبل 2011 ربما ما حدثت ثورة يناير.. ولو أنه قام بدوره بعدها ربما ما فاز الإخوان والسلفيون فى الانتخابات..
ولك هذه المفاجأة يا سيدى، ففى أعقاب «25 يناير»، التى شاركنا فيها بكل حماس وهمة، اتجه مئات من الشباب فى جميع أنحاء الجمهورية للمشاركة فى تأسيس أحزاب جديدة، لا لشىء إلا لأن حزب الوفد لفظهم، طردهم من بين صفوفه، كنت من بين هؤلاء الشباب، وكنت فى صفوف الوفد حينما كنت فى الجامعة، وأطلب شهادة ثلاثة عن أسباب عزوف الشباب وانسحاب الكوادر السياسية من حزب الوفد، وهم السيد محمود أباظة، رئيس الحزب السابق، والذى يتمتع بمنزلة خاصة فى نفوس الشباب، وكذلك الأستاذ منير فخرى عبدالنور، وأيضا الرئيس الحالى للحزب الدكتور السيد البدوى. لا يجب أن يتخلى الوفد عن دوره الوطنى المنوط به، وهو لم شمل الحركات السياسية الديمقراطية فى مصر تحت مظلته.. لقد استجاب د. أبوالغار، فهل يستجيب د. البدوى؟
عماد سيد أحمد