«قرأت باهتمام مقالك بخصوص تصور مستقبل حزب الوفد، ومرفق تعليقى.
الوفد الكبير: هل هذا ممكن؟
حزب الوفد الذى تأسس من وقود ثورة 1919، واستطاع بالحماس والوطنية والرغبة فى الاستقلال تكوين حزب ضخم كان أساسه الطبقة الوسطى المصرية، وكانت الطبقة الرأسمالية الوطنية من كبار ملاك الأراضى هم الممولين والراعين الرسميين للحزب، وبينهم كان الكثيرون من قادة الحزب، وكانت طبقة الفلاحين هى وقود الحزب فى الشارع، وكان هو الحزب الليبرالى المدنى الذى يحوى الرأسمالية والطليعة الوفدية التى تأثرت بالعدالة الاجتماعية.
تحطيم حزب الوفد حدث بسبب إلغاء الأحزاب السياسية عام 1952، مع ترك الإخوان فقط يعملون وحدهم ما يقرب من عامين، بالإضافة إلى بعض العوامل الداخلية فى الحزب، وبعد عودة حزب الوفد الجديد حدثت تدخلات من أمن الدولة لتحطيم الحزب وغيره من الأحزاب. وبعد الثورة كانت هناك فرصة حقيقية للتخلص من الضغوط الأمنية والنهوض بالحزب، ولكن كانت هناك ظروف كثيرة أدت إلى عدم نهضة الحزب.
إعادة حزب الوفد بصيغة جديدة هى الأمل الوحيد للشعب المصرى فى أن يحصل على برلمان حقيقى يتعاون مع الرئيس فى قيادة المسيرة فى مصر، وفى نفس الوقت لا يعمل عنده. هذا الحزب إذا تم بناؤه بطريقة ديمقراطية حقيقية وأخلصت الناس له، فسوف يكون الحزب الذى سوف ينتصر على الإخوان وغيرهم من الإسلاميين على المدى البعيد.
هل هذا الحلم قابل للتحقيق؟ وهل حزب الوفد مستعد لعمل تغييرات جذرية تستوعب عددا كبيرا من القوى الديمقراطية؟».
محمد أبوالغار