x

ياسر أيوب الفقراء لا يلعبون على الشواطئ ياسر أيوب الأربعاء 25-03-2015 21:16


لا أقبل أبداً أن أشترى ثيابا جديدة أنيقة من أجل مظهر زائف وخادع رغم أن المال القليل الذى أملكه لا يكفى حتى لشراء الدواء اللازم لجروحى وأوجاعى.. ولا أفهم أن يدار بيت أو مؤسسة أو دولة دون منطق الأولويات والضرورات التى تسبق رفاهية المظهر ووجاهته وأوهامه..

وإنما بالجرى الدائم وراء المظاهر والأوهام.. ولو قدم خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، أى دعم من المال الحكومى لمنتخب الكرة الشاطئية ليشارك فى كأس العالم فى البرتغال.. فسأقول له إن نادى الجلاء بالمنصورة كان أولى وأحق بهذا المال من منتخب سيسافر على حسابنا كلنا ليشارك فى بطولة لعبة ليس لها أى وجود حقيقى فى مصر ولا يهتم بها الناس فى بلادنا.. فقد انهار، قبل يومين، جزء من مبنى هذا النادى فى مدينة المنصورة، والحمد لله أن الانهيار لم يتسبب فى أى دماء..

وحين فوجئت بهذه الحادثة حرصت على التفتيش والسؤال حتى دلنى الصديق جمال الصباغ، كبير المذيعين بقناة الدلتا، وقال لى إنه ناد صغير مقام على مساحة أربعمائة متر.. مبنى قديم ومتهالك سبق أن صدر قرار بإزالته عام 2006، وتم طرح مناقصة للهدم وإعادة البناء سرعان ما تم إلغاؤها.. ولأن النادى فى مدينة المنصورة قريب من مديرية أمن الدقهلية التى شهدت تفجيرا إرهابيا مروعا العام الماضى.. فقد ازداد تهالك مبنى النادى وبات مرشحا للانهيار فى أى وقت وهو ما جرى بالفعل..

وهذا النادى هو الثالث على الجمهورية فى الجودو، وبه نشاط مميز رسميا فى الملاكمة والدراجات ولعبات أخرى كثيرة خاصة بشباب المنصورة وأطفالها الفقراء.. ولست هنا ألوم خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة الحالى، أو أحمّله أى مسؤولية، وإنما أحاول فقط إلقاء الضوء على من لم يعد أحد يهتم بهم وبجروحهم وإحباطاتهم ومرارة النسيان والتجاهل.. فمن الذى سيلتفت لهؤلاء الفقراء داخل ناد صغير قديم ومتهالك بعيدا عن القاهرة وأضوائها وإعلامها.. وأود أن ألفت انتباه الوزير إلى من هم أحق بالمال من الكرة الشاطئية التى تأسست فقط من أجل الوجاهة الرياضية، مع أننا لا نشاهد فى حياتنا العادية أى مباراة كرة قدم على أى شاطئ، ونجد أندية مشاركة فى هذا النشاط وهى أصلا لا تطل على أى شواطئ من الأساس..

ولست ضد الكرة الشاطئية ومن يحبها أو يلعبها من حيث المبدأ.. أو ضد أن يتجمل اتحاد الكرة وينفق على الكرة الشاطئية من ماله الخاص دون طلب أى دعم من الدولة.. فاتحاد الكرة له رعاة وحصة من البث التليفزيونى، وهو بالتأكيد يملك قراره المستقل طالما يقوم بواجباته فى حدود قدراته.. أما وزارة الرياضة وأموالها فهى ملك للجميع.. اللعبات التى لا تجد من ينفق عليها رغم أن لها وجودا حقيقيا وتاريخا طويلا فى مصر مثل الملاكمة ورفع الأثقال والمصارعة.. ومراكز شباب وأندية فقيرة للغاية تحتاج للتطوير والمساندة وتغيير هيئتها وسياستها وفكرها، مثل نادى الجلاء بالمنصورة الذى كان من الممكن أن ينهار فوق رؤوس لاعبيه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية