عزيزى نيوتن
نيوتن
الإثنين 30-03-2015 20:55
قرأت ما كتبت عن تجربة سالمة الصغيرة فى كندا، وشعرت بأن ما أقوم به من سنوات فى برنامج صغير الحجم لاقى اهتمامك وإعجابك. فى برنامجنا المتواضع، نصاحب الأطفال فى رحلات فى بلاد عديدة، يتعرفون فيها على عادات وتقاليد البلد، بالإضافة للفن والموسيقى، ثم يقدمون وجبة مشهورة يتعاونون فى طبخها. خلال الرحلة يبذلون جهداً ووقتاً للتعرف على الشعوب المختلفة، والأهم من ذلك أننا نخصص نفس الاهتمام لبلدهم. المنهج الدراسى يعطى أهمية بالغة لكل ما يخص الوطن، أطفالنا يتعلمون من أول المرحلة الابتدائية أنهم حماة هذا الوطن وأن من واجبهم الحفاظ على تراثهم، ولذلك نعطى أهمية كبيرة لزيارة أكبر عدد من الأماكن الأثرية، بالإضافة للمتاحف وللمزارع.
لن أنسى تعليق طفل بعد يوم فلاحة فى مزرعة قريبة من القاهرة «والله الفلاح ده بيتعب كتير»، بالإضافة إلى ذلك فإن البرنامج يخصص أسبوعاً كاملاً لمعالجة مشكلة نعانى منها فى بلدنا، مثل مشكلة المياه، ولكى يفهمها الطفل بطريقة مبسطة كان من الضرورى أن نقوم برحلة مفصلة، نشرح فيها مجرى النيل ونتعرف على كل الدول التى تشاركنا فى مياه النيل. طُلب من كل طالب أن يقدم تقريراً يشرح فيه كيف نحافظ على المياه ولا نهدرها. تطرقنا فى أسبوع آخر لمشكلة النظافة، وفهم أطفال البرنامج أن نظافة الشارع تساوى فى الأهمية نظافة البيت. من المشاكل التى حاول الأطفال مواجهتها مشكلة رعاية الطفل فى بلدهم.
قاموا بزيارة مسؤول فى وزارة الصحة وحاولوا أن يفهموا ما هو دورهم فى توعية الأطفال الأقل حظاً منهم، كيف يتفادون المرض مع تطبيق نظرية أن الوقاية خير من العلاج. وأخيراً كنت أتمنى أن تشارك معنا تجربة محمد، محمد طفل عمره ثمانى سنوات، وهو يقدم بحثاً علمياً لأطفال البرنامج عن المساكن الطبيعية، يعرض فيه كل ما يوجد فى هذه المساكن من حيوانات مختلفة وما تتعرض له من مشاكل لكى تتأقلم مع البيئة. صاحبَ العرض مسكن طبيعى بناه محمد بنفسه وشرح كيف نستطيع مساعدة الحيوانات فى التغلب على الصعوبات التى تتواجد فى تلك المساكن.
ثقة محمد بنفسه وتمكنه من توصيل المعلومات دون تردد كانا أقوى دليل على فهمه للموضوع. محمد أثبت أن ما قررت أن تفعله فنلندا فى خلال العشرين سنة القادمة هو الصواب، فنلندا من أفضل دول العالم فى التعليم قررت أن تجعل تلاميذها يركزون على موضوعات ذات أهمية. يدرسونها بتعمق بدلاً من المناهج المفككة غير القادرة على تمكين الطفل من مواجهة تحديات القرن الحادى والعشرين. محمد طفل ذكى حاصل على منحة أعطته فرصه لكى يتعلم بطريقة مبتكرة. حلمى أن أرى هذا البرنامج ينمو ويصبح مدرسة ربحها يبقى فيها ليتعلم من لا يقدر على دفع المصاريف. حلم وجدت بفضل مقالتك من يشاركنى فيه.
ليلى أميرى
